يُهمل بعض الأشخاص الآثار السلبية الناجمة عن إلقاء النفايات في الطرق العامة أو تصريف مخلفات المصانع والسفن في البحار والمحيطات كذلك يؤدي تشغيل المذياع بمستوى صوت مرتفع لفترات طويلة إلى إحداث تلوث بيئي حقيقي.
ينتج عن هذه العوامل وغيرها تأثير سلبي على البيئة مما ينعكس على جميع الكائنات الحية فيها سواء كان الإنسان أو الحيوان أو النبات وقد يصل الضرر إلى حد يهدد بقاء هذه الكائنات على قيد الحياة ولكن المعضلة تكمن في أن البعض لا يدركون مدى خطورة هذا السلوك على حياتهم وكأنهم يعرضون أنفسهم للمخاطر بطريقة غير مباشرة لذا من الضروري التطرق إلى أنواع التلوث المختلفة والكيفية التي تؤثر بها هذه الظاهرة على الإنسان والكائنات الأخرى.
البحث في قضايا التلوث البيئي
يعتقد البعض أن التلوث يقتصر على تلوث الهواء أو الماء أو التربة ولكن مع التقدم التكنولوجي والتوسع في العلاقات بين الدول ظهرت أشكال جديدة من التلوث أثرت على البيئة والمجتمعات حيث يُعَد التلوث الإشعاعي من أخطر هذه الأنواع إذ ينتج عن تسرب المواد النووية والمخلفات المشعة ويتسبب في أضرار جسيمة للكائنات الحية إضافة إلى التلوث الحراري الناتج عن العمليات الصناعية ومحطات توليد الطاقة مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة في البيئات المائية والتأثير على الحياة البحرية كما أن التلوث الضوئي أصبح مشكلة متزايدة بسبب الاستخدام المفرط للإضاءة الصناعية في المدن مما يؤثر على توازن النظم البيئية ويغير أنماط حياة الكائنات الحية ولا يمكن إغفال مخاطر التلوث البلاستيكي الذي تسبب في تهديد التنوع البيولوجي نتيجة تراكم النفايات البلاستيكية في البحار والمحيطات وتأثيرها السلبي على الكائنات البحرية والنظام البيئي البحري.
تلوث الغلاف الجوي
- يُعد تلوث الهواء من أخطر المشاكل البيئية التي تواجه العالم اليوم، إذ لا يقتصر تأثيره على الطبيعة فحسب، بل يمتد ليؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان.
- لا تقتصر المشكلة على تلوث الهواء في الأماكن المغلقة، بل إن التأثير الأخطر يتمثل في الضرر الذي لحق بالغلاف الجوي نفسه نتيجة الانبعاثات الملوثة.
- تتنوع الملوثات بين نفايات سائلة ومواد صلبة وغازات تتسرب إلى الجو، مما يزيد من تفاقم المشكلة.
- إضافة إلى ذلك، هناك مواد ثانوية تظل عالقة في الهواء لفترات طويلة، مما يؤدي إلى تأثيرات ضارة على الإنسان والحيوان والنبات على حد سواء.
- تسهم هذه المواد في تكوّن سحب ضبابية تعيق الرؤية وتؤثر على جودة الهواء، فضلًا عن انتشار روائح غير مستحبة تجعل الأجواء غير مريحة.
تصنيف ملوثات الهواء
عند الحديث عن التلوث البيئي فمن الضروري معرفة كيفية تصنيف ملوثات الهواء حيثُ تنقسم هذه الملوثات إلى فئتين رئيسيتين كما هو مُوضح في الآتي.
تلوث الهواء في البيئة الخارجية
- يُقصد بتلوث الهواء الخارجي أي تلوث يحدث في المساحات غير المغلقة والتي تتعرض للهواء الطلق.
- كان هذا النوع من التلوث شائعًا بشكل كبير خلال القرن العشرين وخاصة قبل عقد الثمانينات.
- تشمل الملوثات الرئيسية المساهمة في هذه المشكلة غاز ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين وغاز أول أكسيد الكربون.
- إضافةً إلى وجود مواد ضارة أخرى مثل الرصاص والملوثات السامة والجسيمات الدقيقة العالقة إلى جانب غاز الأوزون وغاز ثاني أكسيد الكربون.
تلوث الهواء في الأماكن المغلقة
تلوّث الهواء داخل الأماكن المغلقة يُعَدّ من القضايا البيئية التي لفتت انتباه الباحثين والمتخصصين منذ الثمانينات من القرن الماضي نظراً لتأثيره الكبير على جودة الهواء المستنشق داخل البيئات الداخلية كالمنزل وأماكن العمل وغيرها من المساحات المغلقة تنتج هذه المشكلة عن مجموعة من الملوثات التي تشمل الفورمالديهايد وغاز الرادون والعناصر البيولوجية الضارة إضافةً إلى المركبات العضوية المتطايرة التي تفرزها بعض المواد المستخدمة في البناء والأثاث وكذلك المواد الكيميائية المستخدمة في التنظيف والتعقيم لا يقتصر تأثير التلوث الداخلي على هذه المواد فقط بل هناك ملوثات أخرى تنشأ كنتيجة ثانوية لعمليات الاحتراق مثل غاز أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت والهيدروكربونات وثاني أكسيد الكربون مما يؤدي إلى تراجع جودة الهواء في الأماكن المغلقة وقد يتسبب في مشكلات صحية متفاوتة التأثير تبعًا لمعدل التعرّض لهذه الملوثات وطبيعة الأفراد المقيمين في هذه المساحات.
آلية حدوث تلوث الهواء
تلوّث الهواء يحدث من خلال مصدرين رئيسيين، فإمّا أن يكون نتيجة للأنشطة الصناعية والبشرية المرتبطة بالحياة اليومية أو أن يكون بسبب عوامل طبيعية خارجة عن سيطرة الإنسان مثل:
أولًا: التلوث الناجم عن الأنشطة الصناعية
التلوث البيئي الناجم عن العمليات الصناعية يُعَدُّ أحد أخطر التحديات البيئية التي تؤثر سلبًا على جودة الهواء والمياه والتربة حيث يعود سبب ذلك إلى مجموعة من العوامل المرتبطة مباشرة بأنظمة الإنتاج وأساليب التشغيل داخل المنشآت الصناعية ومن أبرز هذه العوامل:
- الطرق المستخدمة في التخلص من النفايات والمخلفات الصناعية تؤثر بشكل مباشر على مستوى التلوث البيئي إذ تؤدي بعض الممارسات التقليدية مثل الحرق المكشوف أو الطمر العشوائي إلى إطلاق غازات ومواد سامة في الغلاف الجوي أو تسرب الملوثات إلى المياه الجوفية والتربة مما يشكل تهديدًا مباشرًا للبيئة والصحة العامة.
- تعتمد كثير من المصانع على عمليات إنتاجية تحتاج إلى مصادر طاقة عالية تعتمد على احتراق الوقود الأحفوري وهو ما يؤدي إلى انبعاث كميات كبيرة من الغازات الضارة مثل ثاني أكسيد الكربون وأكاسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين التي تساهم في رفع معدلات تلوث الهواء وزيادة ظاهرة الاحتباس الحراري.
- المركبات والمعدات الثقيلة التي تعمل بالمحركات ذات الاحتراق الداخلي تُعَدُّ أحد المصادر الأساسية لانبعاث الغازات الملوثة والجسيمات العالقة في الهواء حيث تطلق هذه المحركات كميات كبيرة من أول أكسيد الكربون والمواد العالقة التي تؤثر سلبيًا على جودة الهواء مما يؤدي إلى زيادة معدلات الإصابة بالأمراض التنفسية.
- تشمل العمليات الصناعية مثل التكرير والصهر وإنتاج المواد الكيميائية إطلاق كميات كبيرة من الغازات السامة والمواد الضارة التي تتراكم في الأجواء وهو ما يُحدِث تأثيرات خطيرة على المناخ والبيئة المحيطة إلى جانب الأضرار الصحية التي تصيب العاملين في هذه الصناعات والسكان القريبين من المناطق الصناعية.
- احتراق أنواع الوقود الأحفوري، سواء كان فحمًا أو نفطًا أو غازًا طبيعيًا، يؤدي إلى انبعاث ملوثات جوية خطيرة تُضعِف جودة الهواء وتزيد من احتمالية الإصابة بأمراض مزمنة مثل الربو والحساسية والأمراض التنفسية الأخرى مما يجعل من الضروري البحث عن مصادر طاقة أكثر استدامة للحد من هذه المخاطر.
ثانيًا: التلوث الناتج عن العوامل الطبيعية
- يحدث التلوث الطبيعي نتيجة ثوران البراكين وما تطلقه من غازات ورماد بركاني إضافة إلى انبعاث المواد الضارة من الغابات الصنوبرية والينابيع الحارة التي تفرز كميات كبيرة من الغازات التي تؤثر سلبًا على البيئة.
- ورغم أن هذه العوامل الطبيعية تتسبب في تلوث واضح إلا أن تأثيرها لا يُقارَن بالملوثات الناتجة عن الأنشطة الصناعية التي تمتد آثارها لفترات طويلة وتؤثر بشكل أعمق على توازن النظام البيئي.
التبعات السلبية لتلوث الهواء
عند الحديث عن المشكلات البيئية نجد أن تلوث الهواء يُشكل خطرًا جسيمًا على مختلف الكائنات الحية إذ تمتد آثاره لتشمل البشر والحيوانات والنباتات وتتعدد الأضرار التي يُسببها لتشمل الآتي:
- يُؤدي إلى تدهور التربة وتآكلها بشكل تدريجي مما يؤثر على خصوبتها ويُضعف قدرتها على الإنتاج الزراعي.
- يرفع من معدلات الإصابة بالأمراض الخطيرة لدى الإنسان وقد تصل بعض الحالات إلى الوفاة نتيجة التعرض المستمر للملوثات الهوائية.
- يُعيق عمليات التمثيل الضوئي والوظائف الحيوية داخل النباتات مما يَنعكس سلبًا على المحاصيل الزراعية ويُهدد إنتاجها أو يؤدي إلى فقدانها بالكامل.
- يمس صحة الكائنات الحية بمختلف أنواعها سواء البشر أو الحيوانات أو الغطاء النباتي ويؤدي تراكم هذه المشكلات إلى إلحاق ضرر جسيم قد يُسبب انقراض بعض الأنواع.
تلوث مصادر المياه
تُعد مشكلة تلوث المياه من القضايا البيئية التي تؤثر بشكل واسع على صحة الإنسان والحياة الفطرية والكائنات النباتية، حيث إن أي تغيير فيزيائي أو كيميائي أو بيولوجي يطرأ على مكونات المياه يجعلها غير مناسبة للاستخدام، مما يؤدي إلى أضرار جسيمة على الكائنات التي تعتمد عليها في الشرب والاستعمالات اليومية، ومن أبرز مسببات هذا التلوث:
- التلوث الصناعي: يُعد من أكثر أشكال التلوث تأثيرًا على مصادر المياه، حيث تنتج عنه مخلفات صناعية تحتوي على مواد كيميائية وبكتيريا وطفيليات يتم تصريفها في البحيرات والأنهار والمحيطات مما يؤدي إلى تسمم المياه وانتقال الملوثات إلى المياه الجوفية التي يعتمد عليها الكثيرون في الحصول على مياه الشرب والاستعمالات المنزلية مما يزيد من خطر انتشار الأمراض الناجمة عن تلوث مصادر المياه.
- التلوث الطبيعي: بعض الظواهر الطبيعية تلعب دورًا في تلويث المياه، مثل ازدهار الطحالب بكميات كبيرة على سطح الماء مما يقلل من مستويات الأكسجين ويؤثر على الحياة المائية أو ثوران البراكين الذي يؤدي إلى انتشار الرماد والحمم البركانية داخل مصادر المياه بالإضافة إلى الزلازل التي تؤدي إلى تحرك الصخور والتربة مما يؤدي إلى تغير في نقاء المياه ونقص كميتها.
علامات تدل على تلوث المياه
عند التطرق إلى قضية التلوث البيئي والتعمق في مسبباته نجد أن هناك عدة دلائل تشير إلى أن المياه لم تعد آمنة للاستخدام ومن أبرز الإشارات التي توضح ذلك تكون وفق الحالات التالية:
- التلوث الناجم عن الأنشطة البشرية: عندما يتم التخلص من النفايات بطرق غير صحيحة أو تتسرب المواد الكيميائية إلى مصادر المياه فإن ذلك يؤثر بشكل مباشر على نقاء المياه ويجعلها غير ملائمة للاستهلاك الآدمي.
- فقدان المياه لوظيفتها الأساسية: حينما تصبح غير صالحة للاستعمال سواء في الشرب أو الطهي أو النظافة الشخصية مثل ارتفاع نسبة الأملاح إلى حد يتعذر معه استخدامها بفعالية.
- التأثير السلبي على الكائنات البحرية: عندما تشهد البيئة المائية تدهورًا في الحياة البحرية مثل تناقص أعداد الأسماك أو انتشار الطحالب الضارة يكون ذلك نتيجة مباشرة لتلوث المياه بالمواد الكيميائية أو الإشعاعية مما يضر بالنظام البيئي المائي.
تلوث التربة وتأثيره على البيئة
تَلوُّثُ التُّربة يُعَدُّ من أَكثَرِ أَشكالِ التلوُّثِ تَأثيرًا على البيئة وغالبًا ما يرتبطُ بتلوُّثِ المياه وَلكنَّ النَّشاطاتِ البشريَّةَ تَلعبُ دورًا مُهمًّا في تفاقُمِ هذه المُشكلة ومِن بين العواملِ المُسبِّبة لِذلك ما يلي:
- أنشطة التَّعدين: تُعتبَر عملياتُ التَّعدينِ من أكثر الأنشطة تَأثيرًا على التُّربة حيثُ تَستخدِمُ الموادَّ الكيماويَّةَ التي تَبقى آثارُها في التُّربةِ حتى بَعد انتهاءِ عمليَّاتِ الاستخراج ممَّا يُؤدِّي إلى تلوُّثِ الأراضي وتقليل خصوبتِها.
- مَطامر النَّفايات: بَعضُ المُنشآتِ الصِّناعيَّةِ تَتخلَّصُ مِن مُخلفاتِها بِدفنِها داخل مكبَّاتٍ ضخمةٍ في التُّربة لكن في حالِ تَسرُّبِ الموادِّ المُلوِّثةِ فإنَّ ذلك يُؤدِّي إلى تَلوُّثِ النَّباتاتِ بشكلٍ مُباشر، مما ينعكسُ سَلبًا على الحيواناتِ التي تَقُومُ بِالتَّغذِّي على هذه النَّباتات.
- تَنتقِلُ الملوِّثاتُ عبرَ السِّلسلةِ الغذائيَّةِ مِن النَّباتاتِ إلى الحيوانات ثمَّ تبلُغُ الإنسان ممَّا يُؤدِّي إلى تلوُّثِ الغِذاء وتأثيرِه الخطيرِ على الصِّحَّةِ العامَّةِ.
- يُعرَفُ هذا النَّوعُ من التَّلوُّث باسمِ “التَّراكُمِ الحَيَوي” الَّذي يُشيرُ إلى تراكُمِ المُلوِّثاتِ داخل الكائناتِ الحيَّةِ على مُستوياتٍ مُختلفةٍ وصولًا إلى الإنسان.
- استخدام المبيدات الحشرية: تَعتمِدُ القِطاعات الزِّراعيَّة بشكلٍ كَبيرٍ على المبيداتِ لمكافحةِ الآفاتِ الَّتي تُهدِّد المحاصيل لكن لَدى تَسرُّبِ هذه الموادِّ إلى التُّربةِ، فإنَّها تُحدِثُ تلوُّثًا يؤثِّرُ على البيئةِ والنِّظامِ البيئيِّ.
- تَمتصُّ النَّباتاتُ هذهِ الملوِّثات، ثُمَّ تَنتقلُ آثارُها إلى الحيواناتِ والإنسانِ اللَّذين يَعتمدون على تلكَ المزروعاتِ في غِذائهِم، وهو ما قد يُسبِّبُ مشكلاتٍ صحِّيَّةً مُتعدِّدةً.
الضوضاء البيئية والتلوث السمعي
التلوث السمعي، المعروف أيضًا بـ”الضوضاء البيئية”، هو الانتشار المفرط للأصوات العالية الناتجة عن مصادر متعددة مما يسبب إزعاجًا شديدًا ويؤثر سلبًا على حاسة السمع عند التعرض الدائم لها بشكل مباشر من أبرز العوامل المسببة لهذا التلوث الضوضاء الناتجة عن الحركة المرورية المستمرة التي لا تتوقف طوال اليوم حيث تصدر المركبات والشاحنات والدراجات النارية أصواتًا مرتفعة للغاية من المحركات وأبواق التنبيه التي تساهم في زيادة التلوث السمعي كما أن السماعات ذات الصوت المرتفع التي تُستخدم في تشغيل الموسيقى الصاخبة والميكروفونات المستخدمة في المناسبات والاحتفالات على أعلى مستوى صوتي تتسبب في أذًى سمعي شديد إضافة إلى ذلك فإن المعدات الصناعية والأجهزة ذات الطاقة العالية تصدر أصواتًا مزعجة تؤثر بشكل كبير على الأذن وتؤدي إلى حالة من التوتر وعدم الراحة.
المخاطر الصحية للتلوث السمعي
- التعرض المستمر للضوضاء العالية يُمكن أن يُسبب أضرارًا بالغة للأذن لما تحمله الأصوات القوية من طاقة تنتقل عبر موجات الضغط والتخلخل، مما قد يؤدي إلى تأثير مباشر على طبلة الأذن.
- طبلة الأذن من أكثر الأجزاء حساسية في نظام السمع وعند تعرضها لمستويات مرتفعة من الصوت تبدأ بالاهتزاز بشكل مفرط، مما يُعرضها لخطر التلف.
- عند ازدياد شدة الصوت إلى مستويات مرتفعة جدًا فإن أجزاء الأذن الداخلية تستقبل هذه الاهتزازات بقوة، مما يُجهد الألياف العصبية الدقيقة داخل الأذن.
- عند استمرار التعرض لأصوات مرتفعة بشكل متكرر، قد يتطور الأمر إلى حد التمزق في طبلة الأذن، مما يؤدي مع الوقت إلى انخفاض متزايد في القدرة السمعية.
- لا يقتصر ضرر الضوضاء العالية على طبلة الأذن فقط بل يمتد إلى الألياف العصبية التي تنقل الإشارات الصوتية إلى المخ، حيث تُحوَّل الموجات الصوتية إلى إشارات عصبية يتم استقبالها وتحليلها داخل الدماغ.
- الأذن تحتوي على سوائل تحيط بالألياف العصبية لحمايتها، ولكن عندما تتعرض لموجات صوتية تتراوح تردداتها بين 4000 إلى 20000 هرتز بشكل مستمر، فإن التأثير السلبي يبدأ باختراق هذه السوائل ويضر بالألياف العصبية تدريجيًا.
- التضرر المستمر للخلايا العصبية داخل الأذن قد يؤدي إلى فقدان السمع بشكل كامل في بعض الحالات، خاصة عند التعرض طويل الأمد للضوضاء الشديدة دون اتخاذ احتياطات وقائية.
- لذلك حرصت العديد من الدول المتقدمة على سن قوانين وإجراءات صارمة تهدف إلى الحد من مستويات الضوضاء، خاصة في المناطق السكنية والمناطق القريبة من المصانع لضمان بيئة صحية للسكان.
التلوث الضوئي وتأثيره على الإنسان والبيئة
- يتمثل التلوث الضوئي أو ما يُعرف بـ Light Pollution في الإفراط في استخدام الإضاءة الصناعية، لدرجة تؤثر بصورة ملحوظة على الإضاءة الطبيعية خلال فترات الليل.
- هذا الأمر يؤدي إلى تراجع ملحوظ في مستوى الضوء الطبيعي، مما ينتج عنه تأثيرات بيئية وصحية غير محمودة.
- يُعد الإنسان العامل الأساسي وراء هذه المشكلة، سواء كان ذلك بسلوكيات واعية أو غير مقصودة.
- أشار الخبراء إلى ضرورة الابتعاد عن مصادر الإضاءة ذات الوهج الشديد، أو الأضواء التي تعتمد على نطاق طيفي واسع، خصوصًا خلال ساعات المساء لما لذلك من انعكاسات سلبية على الكائنات الحية والتوازن البيئي.
- تظهر تأثيرات التلوث الضوئي في العديد من الجوانب الحياتية، ومنها:
- اللجوء إلى كميات كبيرة من الإضاءة في الاحتفالات والمناسبات المختلفة أو أثناء تدشين المشاريع التجارية، مما يتسبب في زيادة غير طبيعية لمستويات الإضاءة.
- الإنارة العشوائية ذات الشدة العالية التي تؤدي إلى وهج مبالغ فيه، ينتج عنه إزعاج بصري يؤثر على كفاءة الرؤية أثناء الليل.
التأثيرات الضارة الناجمة عن التلوث الضوئي
عند الحديث عن التلوث البيئي، من الضروري الإشارة إلى أن التلوث الضوئي يُعد أحد أشكاله المؤثرة التي لها تداعيات متعددة على البيئة والإنسان ومن أبرز تلك التأثيرات:
- يؤدي إلى اختفاء النجوم من السماء خلال الليل، مما يجعل من الصعب رؤيتها بالعين المجردة.
- يتسبب في هدر كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية دون تحقيق فائدة تُذكر.
- يؤدي إلى مشكلات صحية مثل ضعف البصر التدريجي وقد يصل الأمر إلى فقدان الرؤية مع مرور الوقت.
- يؤثر بشكل سلبي على توازن الأنظمة البيئية ويُحدث اضطرابات في سلوك الكائنات الحية.
- يُشكل عائقًا أمام رصد الهلال عند بداية الأشهر الهجرية نتيجة شدة الإضاءة الاصطناعية.
- يحد من إمكانية مراقبة الأجرام السماوية والظواهر الفلكية، مما يشكل تحديًا كبيرًا لعلماء الفلك وهواة الرصد الفلكي.
التلوث الناتج عن المخلفات البلاستيكية
يُعد من أبرز التحديات البيئية اليوم ويصعب التخلص منه بالطرق التقليدية.
- نظراً لعدم توفر حلول فعالة لمعالجته، فإن إنتاج البلاستيك شهد ارتفاعًا ملحوظًا مؤخرًا وأصبح يُستخدم لمرة واحدة فقط قبل أن يتم التخلص منه.
- مثل القوارير البلاستيكية والأكياس التي انتشر استخدامها بشكل واسع بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ومع مرور الزمن زاد الاعتماد عليها حتى أصبحت من أساسيات الحياة اليومية مما جعل الاستغناء عنها أمرًا في غاية الصعوبة.
- يدخل البلاستيك في العديد من الصناعات الضرورية مثل تصنيع المعدات الطبية وإنتاج أجزاء من الطائرات والسيارات، كما يتم استخدامه في تصنيع الأدوات المتعلقة بمياه الشرب لكن المعضلة تكمن في أنه يتطلب حوالي 400 عام حتى يتحلل بشكل كامل.
- ورغم ذلك لم يتراجع معدل الإنتاج بل ارتفع بصورة كبيرة، فعلى سبيل المثال في عام 1950 بلغ الإنتاج 2.3 مليون طن واستمر بالتصاعد حتى وصل إلى 448 مليون طن بحلول عام 2015.
- وأدى ذلك إلى تفاقم التأثير البيئي حيث أثبتت الدراسات العلمية أن ما يقارب 8 ملايين طن من النفايات البلاستيكية تتسرب سنويًا إلى المحيطات.
التلوث بالإشعاعات ومخاطره
يُعد التلوث الإشعاعي من أخطر أشكال التلوث البيئي لما له من تأثير مباشر على صحة الكائنات الحية لا سيما الإنسان الذي قد يتعرض لمضاعفات خطيرة تمتد آثارها لسنوات عديدة.
- التلوث بالإشعاعات أو ما يُعرف بـ Radioactive Pollution يُعتبر من الملوثات البيئية شديدة الخطورة نظرًا لطبيعته التي تجعله يستمر في البيئة لفترات طويلة دون أن يفقد تأثيره.
- هذا النوع من التلوث قد يُشكل تهديدًا حقيقيًا على صحة الإنسان والكائنات الحية الأخرى إذ يمكن أن يؤدي إلى آثار مرضية مزمنة قد تلازمه مدى الحياة.
- من الأمثلة البارزة على خطورة هذا النوع من التلوث ما حدث جراء كارثة تشيرنوبل النووية حيث أدى التسرب الإشعاعي إلى تأثيرات على الصحة والبيئة لا تزال قائمة حتى يومنا هذا.
التلوث الحراري وأثره على النظم البيئية
يُعَدّ التلوث الحراري من العوامل التي تُحدث تغييرات كبيرة في البيئة البحرية إذ يؤدي إلى تغيير خصائصها مما يجعلها غير ملائمة لاستمرار الحياة البحرية بصورة طبيعية.
- عند ارتفاع درجات الحرارة عن الحد الطبيعي تتعرض الكائنات البحرية لتغيرات تؤثر على وظائفها الحيوية مما يعرضها لمخاطر كبيرة قد تصل إلى حد فقدانها للحياة.