يُعد البحث عنصرًا جوهريًا لا يمكن الاستغناء عنه فهو يُهم كُلًا من الطلاب والباحثين سواء في المؤسسات الأكاديمية أو المراكز العلمية ومن الضروري أن يكون لديهم دراية بكيفية إعداده بطريقة صحيحة حيث إن إعداد البحث العلمي يتطلب تخطيطًا دقيقًا وتنظيمًا مُسبقًا وفق أسس ومعايير محددة يجب الالتزام بها لضمان تحقيق أفضل النتائج وأهم مرحلة في إعداد البحث هي صياغة الفرضية إذ تُعتبر اللبِنة الأساسية التي تستند إليها جميع المعلومات والنتائج العلمية يلي ذلك بقية المكونات التي تُكمل الهيكل العام للبحث.
ما الإجراءات الواجب اتباعها بعد صياغة الفرضية
بعد الانتهاء من صياغة الفرضية، تأتي خطوة جمع المعلومات وتعزيز المعرفة حول موضوع البحث الأساسي حيث تُعد هذه المرحلة عنصرًا رئيسيًا يُسهم في تعميق الفهم وتقديم دعم قوي للبحث وتشمل هذه العملية تحديد السؤال الذي يسعى الباحث لدراسته ومن أجل صياغة الفرضية بالشكل الصحيح يجب اتباع الخطوات التالية:
تحديد السؤال البحثي
- تُبنى الفرضية على سؤال بحثي يسعى الباحث للإجابة عنه، ويجب أن يكون هذا السؤال دقيقًا، واضحًا، وقابلًا للتحليل ضمن نطاق البحث، مع التأكد من أنه يسعى إلى تحقيق هدف محدد دون أن يكون عامًّا أو عشوائيًّا.
إجراء البحوث الأولية
- يبدأ الباحث بوضع إجابة مبدئية تعتمد على المعرفة الأساسية بالموضوع، ويتم ذلك من خلال مراجعة الدراسات السابقة والاستناد إلى النظريات العلمية المتاحة، بهدف بناء فرضيات تستند إلى أسس علمية متينة.
صياغة الفرضية
- بعد تكوين رؤية واضحة حول البحث، يُصبح من الضروري صياغة الفرضية بشكل دقيق، بحيث تُكتب بوضوح، بعبارات مختصرة، وتعكس بجلاء التوقعات البحثية المرتبطة بالموضوع.
تعريف البحث
- البحث العلمي هو نهج منهجي يسعى إلى استكشاف موضوع أو ظاهرة محددة ويشمل جمع البيانات، تحليلها، وتفسيرها للوصول إلى فهم أعمق للمشكلة المطروحة.
- قبل مباشرة البحث، لا بد من تحديد موضوعه بدقة ووضع خطة واضحة للأسلوب العلمي الذي سيتم اتباعه، للتأكد من أن البحث منظم ومبني على منهجية سليمة.
- يعتمد البحث على ترتيب البيانات، تحليلها، واستخلاص استنتاجات تُسهم في تقديم معرفة جديدة أو البناء على ما هو متوفر من معلومات سابقة.
- يمكن أن يكون البحث امتدادًا لدراسات سابقة أو يهدف إلى تطوير الفهم حول موضوع معين، وقد يُستخدم أيضًا لاختبار أساليب وأدوات طُبقت في أبحاث علمية سابقة.
- الهدف الأساسي من البحث هو استكشاف البيانات، تحليلها، وتطوير طرق وأساليب تُسهم في تعزيز المعرفة البشرية، مما يضيف قيمة علمية حقيقية.
أنواع منهجيات البحث العلمي
تختلف منهجيات البحث العلمي وفقًا لطبيعة المجال والتخصص الذي يتم دراسته حيث تشمل:
- المنهج البحثي الإنساني الذي يهتم بتحليل السلوك البشري ودراسة الفكر والثقافة وما يرتبط بحياة الإنسان داخل مجتمعه.
- المنهج البحثي العلمي الذي يركز على دراسة الظواهر الطبيعية من خلال التجارب العلمية والفرضيات الدقيقة التي تساهم في تفسير مختلف الظواهر بأسلوب منهجي.
- المنهج البحثي الاجتماعي الذي يسعى إلى تحليل العلاقات الاجتماعية بين الأفراد والجماعات ودراسة تأثير العوامل المجتمعية على الحياة اليومية.
- المنهج البحثي الفني الذي يتناول دراسة الفنون بمختلف أنواعها مثل الرسم والموسيقى والسينما والتصميم وغيرها من المجالات الإبداعية.
- المنهج البحثي الاقتصادي الذي يركز على تحليل الأسواق والنشاطات التجارية ودراسة البيانات الاقتصادية لدعم اتخاذ قرارات مالية واستثمارية فعالة.
المراحل الأساسية لإجراء البحث
عند البدء في إعداد البحث يَمر الباحث بعدة مراحل أساسية تضمن له الوصول إلى نتائج دقيقة وتحقيق الأهداف المرجوة وهذه المراحل تتضمن:
- تحديد المشكلة أو الفكرة الرئيسية التي سيتم تناولها في البحث.
- الاطلاع على مختلف المصادر والمراجع المتاحة حول الموضوع.
- تحديد الهدف الأساسي من البحث والغرض العلمي منه.
- صياغة الأسئلة والفرضيات التي ستساعد في توجيه الدراسة.
- جمع البيانات والمعلومات التي ترتبط مباشرة بالموضوع محل البحث.
- تحليل البيانات وتفسيرها للوصول إلى استنتاجات دقيقة تعتمد على أدلة علمية واضحة.
- إعداد تقرير شامل يتناول جميع النتائج التي تم التوصل إليها.
- إجراء مراجعة نهائية لضمان دقة البحث وقيمته العلمية.
المفهوم العلمي للفرضية
تعد الفرضية عنصرًا أساسيًا في البحث العلمي حيث لا يمكن الاستغناء عنها بأي حال ويتم تعريفها بعدة مفاهيم مختلفة:
- هي طرح أو مقترح يمكن التحقق منه من خلال التجربة أو الملاحظة ضمن إطار البحث العلمي ولا يتم اعتماد الفرضية إلا بعد دراستها وتحليلها علميًا وإثبات صحتها عبر التجارب المتكررة مما يستوجب أن تكون طريقة صياغتها واضحة بحيث يمكن إثباتها أو نفيها عبر الأدلة العلمية.
- تشير أيضًا إلى التوقع المبدئي للباحث بخصوص موضوع البحث حيث تمثل إجابة مؤقتة أو تفسيرًا أوليًا للسؤال البحثي قبل إخضاعه للتحقيق والتحليل وفي بعض الدراسات قد يتم وضع أكثر من فرضية لدراستها بالتفصيل والتأكد من مدى مصداقيتها علميًا.
دور الفرضية في تعزيز جودة البحث العلمي
- تعمل الفرضية على توجيه انتباه الباحث نحو نقاط محددة مما يساعده في تجنب التطرق إلى مسائل لا تخدم أهداف البحث.
- تعد الفرضية أداة محورية يعتمد عليها الباحث للوصول إلى استنتاجات واضحة يمكن تطبيقها في الواقع العملي.
- تسهم في تحديد الروابط بين المتغيرات المختلفة داخل الدراسة مما يسهل إجراء التحليل وفهم التأثيرات المحتملة لكل متغير.
العناصر الأساسية في بناء الفرضية العلمية
عند التطرق إلى الفرضية العلمية فإنه لا بد من الإشارة إلى أنها تعتمد على عنصرين رئيسيين يمثلان المتغيرات التي يقوم الباحث بدراستها وتحليل تأثير كل منهما على الآخر وهذه المتغيرات تتحدد كالتالي:
المتغير المستقل
- يُعرف أحيانًا بالمتغير المتسبب أو المفسر حيث إنه العامل الذي يقوم الباحث بتغييره أو التحكم فيه لدراسة تأثيره على المتغير التابع.
المتغير التابع
- يطلق عليه كذلك المتغير المستجيب أو النتيجة وهو العنصر الذي يتأثر بشكل مباشر بالمتغير المستقل ويعكس التغيرات الناتجة عن تأثيره.
الفرضية العلمية تشكل اللبنة الأساسية في أي دراسة بحثية ويطرح البعض تساؤلًا حول الخطوة التالية التي يتوجب على الباحث اتخاذها بعد وضع الفرضية لضمان دقة البحث ووضوح نتائجه، حيث تأتي بعد ذلك مرحلة جمع المعلومات، وتعد هذه المرحلة ضرورية لأي دراسة علمية تقوم على الأدلة والبيانات التي تعزز أو تنفي صحة الفرضية الموضوعة.