ما هي المرحلة الثانية من دورة حياة الخنفساء؟

يحرص العديد من الطلاب على دراسة علم الحيوانات والطيور والحشرات نظرًا لما يحمله هذا المجال من تفاصيل مميزة وشيقة حيث يُعد من العلوم الواسعة التي تستقطب اهتمام الباحثين ومن بين الكائنات التي تحظى باهتمام خاص من العلماء هي الخنفساء التي تندرج تحت طائفة الحشرات وتُصنف علميًا ضمن رتبة Coleoptera التي تشير إلى أن أجنحتها مغمدة وتُعد من أكثر الحشرات انتشارًا في الطبيعة.

تضم فصيلة الخنافس عددًا هائلًا من الأنواع حيث يتجاوز عددها 350,000 نوع وهو ما يجعلها تُشكل نحو 40% من إجمالي الحشرات المعروفة حتى الآن وتمثل واحدة من أكثر الكائنات توصيفًا وتصنيفًا في مملكة الحيوان بنسبة تصل إلى 25% أما عن العدد الفعلي لأنواع الخنافس التي يُعتقد وجودها في مختلف البيئات حول العالم فيُقدر بما يتراوح بين 5 إلى 8 ملايين نوع وهو ما يعكس مدى التنوع الذي تتميز به لذا من الضروري التعرف على دورة حياتها مع التركيز على المرحلة الثانية من تطورها.

المرحلة الثانية من تطور الخنساء

المرحلة الثانية من دورة حياة الخنساء تُعَد من أهم المراحل التي تمر بها هذه الحشرة إذ تشهد فيها تغيرات كبيرة.

  • تُسَمّى هذه المرحلة “مرحلة اليرقة” وتتميز بوضوح النمو حيث يكون الجسم مستطيلًا ومتجزئًا وفي بعض الحالات يكون لونه فاتحًا بحيث يميل إلى الأبيض.
  • قد تمتلك بعض اليرقات أجنحة أو أرجل صغيرة جدًا بينما هناك أنواع أخرى تفتقر إليها تمامًا لكنها تمتلك فكًا سفليًا قويًا يساعدها في عملية التغذية.
  • تستقر اليرقات في البيئة نفسها التي وُضِع فيها البيض وتعتمد في غذائها على مصادر متنوعة حيث تتغذى بعض الأنواع على سليلوز الأخشاب بينما تستهلك أنواع أخرى أجزاء من النباتات.
  • ترتبط هذه المرحلة بعلاقة تكافلية بين الخنافس والفطريات إذ تساعد الخنافس في نشر الفطريات حول اليرقات مما يمنحها مصدرًا إضافيًا للغذاء.
  • عند بدء التغذية تنمو اليرقات بوتيرة متسارعة وخلال هذه العملية تتخلص تدريجيًا من غلاف الهيكل الخارجي لجسمها مما يسمح لها بالتطور.
  • مدة هذه المرحلة تختلف باختلاف نوع الخنفساء إلا أن دورة الحياة الكاملة تستغرق عادةً عدة أسابيع حتى تتحول اليرقة إلى الطور التالي.
  • مع بلوغ نهاية هذه المرحلة تكون اليرقة قد استهلكت كمية كبيرة من الغذاء مما يسهم في نموها بشكل ملحوظ وبالتالي تكون قد قطعت شوطًا كبيرًا من دورة حياتها.

مختلف المراحل في دورة حياة الخنفساء

تمر الخنفساء بسلسلة من التغيرات تُعرف باسم “التحول الكامل” حيث تشهد خلال حياتها أربع مراحل متتابعة يتغير فيها شكلها ووظائفها بشكل جذري وهذه التغيرات ضرورية لاستمرار نموها وقدرتها على التكيف مع بيئتها.

الطور الأول “البيض”

  • تنطلق دورة الحياة عندما تقوم الخنفساء بوضع البيوض عقب التزاوج حيث يتراوح عددها ما بين 10 إلى 50 بيضة.
  • تنتقي الخنفساء بعناية مكان وضع البيض وعادةً ما تختار سطح أحد النباتات التي توفر مصدرًا غذائيًا مناسبًا لليرقات عند فقسها مثل حشرات المن.

المرحلة الثانية “اليرقات”

  • بعد انقضاء نحو أربعة أيام تفقس البيوض لتخرج منها يرقات نشطة إلا أن طول هذه الفترة قد يختلف تبعًا لدرجة الحرارة والظروف البيئية.
  • تتميز اليرقة بشراهتها الكبيرة في التهام الغذاء إذ تتغذى على أعداد كبيرة من المن والحشرات الصغيرة الأخرى كي تتمكن من النمو.
  • تمتد هذه المرحلة لفترة تتراوح بين عدة أسابيع إلى أشهر إلا أن بعض الأنواع كجعالين الديك قد تظل في هذه المرحلة حتى خمس سنوات قبل الانتقال للطور التالي.

المرحلة الثالثة “العذراء”

  • يُطلق عليها أيضًا مرحلة الخادرة وتُعرف بلونها الذي يندرج بين الأصفر والبرتقالي وغالبًا ما يكون مزينًا ببقع سوداء.
  • خلال هذه المرحلة تعلق العذراء على النباتات بينما تحدث تغييرات جوهرية داخل جسمها إذ تتحلل الأنسجة الداخلية لليرقة تدريجيًا ليعاد تشكيلها بما يتلاءم مع هيئة الخنفساء البالغة.
  • يتفاوت طول هذه المرحلة وفقًا للحرارة المحيطة حيث قد تستمر من ثلاثة أيام إلى اثني عشر يومًا.

المرحلة الأخيرة “الخنفساء البالغة”

  • تمثل هذه المرحلة اكتمال التحول حيث تصبح الخنفساء قادرة على الطيران والتكاثر.
  • بمجرد بلوغ هذا الطور تبدأ فورًا في البحث عن شريك للتزاوج ثم تضع بيوضها لتعيد الدورة من جديد.
  • تتنوع مدة حياة الخنافس البالغة تبعًا لنوعها فبينما تعيش بعض الأنواع لعدة أشهر هناك أنواع أخرى لا يتجاوز عمرها بضعة أيام فقط.

النظام الغذائي الذي تتبعه الخنفساء

خلال المرحلة الثانية من دورة حياة الخنفساء، يجهل البعض تفاصيل نمطها الغذائي حول العالم لكن في الواقع يختلف هذا النظام تبعًا لنوع الخنفساء حيث تحتاج خلال هذه المراحل إلى كميات كبيرة من الطعام مع توافر الظروف البيئية الملائمة ومن تلك الأنماط:

  • تعتمد بعض يرقات الخنفساء في تغذيتها على النباتات أو الحشرات الصغيرة أو حتى الألياف الحيوانية ويختلف ذلك حسب كل نوع فيما تصنف بعض الأصناف على أنها آفات ضارة تؤثر سلبًا على الحدائق والمحاصيل الزراعية.
  • على سبيل المثال، هناك نوع يُعرف بيرقات خنفساء السجاد ويعتمد في غذائه على الألياف الطبيعية والريش مما يؤدي غالبًا إلى إتلاف الأقمشة المصنوعة من الصوف والمواد المشابهة.
  • كما يوجد نوع آخر يُعرف بخنافس البودرة ويميل إلى التغذي على الأخشاب الصلبة والخيزران مما يسبب أضرارًا في الأثاث والمواد الخشبية.
  • أما يرقات خنفساء المنتجات الغذائية فغذاؤها الأساسي يعتمد على الأطعمة المخزنة مثل الحبوب والدقيق وغالبًا ما تتواجد في المنازل والمخازن.
  • وبالنسبة إلى يرقات خنفساء يونيو غير الناضجة فهي غالبًا تعتمد على جذور العشب كمصدر رئيسي للغذاء.

أهمية الخنافس والفوائد التي تقدمها

تُعتبر الخنافس أحد أهم الكائنات الحية على وجه الأرض حيث تُشَكّل ما يقارب خُمس الأنواع المعروفة ويبلغ عدد فصائلها ما يزيد عن 350 ألف نوع مختلف وتنتمي إلى رتبة غمدية الأجنحة التي تُعد أكبر رتبة ضمن عالم الحشرات.

  • تتمتع الخنافس بتنوع هائل في الأشكال والألوان والأحجام إضافة إلى اختلاف دورة حياتها بين الأنواع المتعددة كما تمتلك قدرة استثنائية على التفاعل مع البيئات المتنوعة بطرق مميزة تضمن لها البقاء والتكاثر.
  • تَشغل موقعًا مهمًا في السلسلة الغذائية حيث تُعد مصدرًا غذائيًا للعديد من الكائنات الأخرى مثل الطيور والحيوانات المفترسة والطفيليات وتَكثُر أعدادها في المناطق الاستوائية نتيجة لتوفر الظروف المناخية الملائمة.
  • تُسهم بشكل فعال في عملية تدوير المواد العضوية حيث تقوم بتحليل المخلفات وتحويلها إلى عناصر غذائية مفيدة تُحسن جودة التربة وتزيد من خصوبتها مما يُسهم في دعم النظام البيئي وتعزيز نمو النباتات.
  • تمتاز بقدرتها العالية على التكيف مع بيئات مختلفة الأمر الذي جعلها واحدة من أكثر الحشرات انتشارًا في العالم إذ تستطيع العيش في الصحاري والغابات وحتى في المناطق الجبلية.

ما الأضرار التي تسببها الخنافس؟

  • الخنافس تتنوع بين الأنواع النافعة وتلك التي تلحق الضرر بالنباتات والممتلكات وهناك فصائل يمكن أن تسبب مشكلات كبيرة مثل البراغيث التي تهاجم محاصيل البطاطس والفلفل والسبانخ واللفت وحتى البطيخ حيث تتغذى على أوراق النباتات وتترك ثقوبًا غير منتظمة مما قد يؤدي إلى تضرر النبات بصورة كاملة.
  • وهناك أنواع تؤدي إلى إتلاف النباتات وتسبب ذبولها بشكل ملحوظ بينما توجد فصائل أخرى تتسبب في تدمير الأثاث والمواد المصنوعة من الخشب مما قد يؤدي إلى خسائر مادية في الممتلكات بعض الأنواع تؤثر بشكل مباشر على المحاصيل الغذائية حيث تهاجم الحبوب المخزنة والمنتجات الغذائية مما يقلل من جودتها ويجعلها غير صالحة للاستهلاك وهذا يشكل تهديدًا كبيرًا في حال انتشرت بأعداد كبيرة.
  • وهناك خنافس تلحق ضررًا كبيرًا بالأشجار مما يضطر المزارعين أحيانًا إلى قطع الأشجار المصابة لمنع انتشار التلف إلى بقية المحاصيل وهو ما قد يؤدي إلى خسائر فادحة في المجال الزراعي.
  • الخنافس لا تقتصر أضرارها على النباتات والممتلكات فقط بل قد تؤثر أيضًا على صحة الإنسان حيث يمكن أن تكون ناقلًا للأمراض البكتيرية والفطرية والفيروسية مما يزيد من مخاطرها خصوصًا في المناطق التي تشهد انتشارًا واسعًا لها وهذا يستدعي اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لتقليل تأثيرها والحد من المخاطر الناجمة عنها.

حقائق غير معروفة عن الخنافس

هناك العديد من المعلومات المثيرة التي قد لا تكون معروفة عن الخنافس، ومن أبرزها:

  • تمتلك الخنفساء البالغة جناحين مختلفين تمامًا، وتتمتع الأنثى بقدرة على وضع أعداد كبيرة من البيوض قد تصل إلى المئات، بينما متوسط عمرها لا يتجاوز عامًا واحدًا.
  • لا تعتمد الخنافس على البصر في حياتها، فهي تفتقر إلى القدرة على الرؤية وتعتمد في تواصلها بشكل أساسي على الأصوات والاهتزازات والفرمونات الكيميائية.
  • يرتبط وجود الخنافس لدى بعض الثقافات والمجتمعات بالاعتقاد أنها تجلب الحظ الجيد، مما جعلها رمزًا إيجابيًا في بعض الأماكن حول العالم.
  • ليست جميع أنواع الخنافس تُعتبر آفات، فبعض أنواعها تقدم فوائد بيئية، مثل يرقات حشرات البرق التي تنتمي إلى فصيلة الخنافس ولديها قدرة على التوهج في الظلام كوسيلة للتواصل فيما بينها.
  • تتميز دورة حياة الخنافس بقصرها، حيث تعيش لفترة وجيزة وإذا لم يتوفر لها غذاء كافٍ فقد لا تستطيع البقاء لفترة طويلة.
  • تتنوع ألوان الخنافس وفقًا لبيئتها المحيطة، وتتمكن بعض أنواعها من تغيير لونها بحيث تتلاءم مع المحيط النباتي خلال فترات السكون.
  • تتشابه يرقات الخنافس في بنيتها مع التماسيح الصغيرة، حيث تمتلك أجسامًا طويلة وبطونًا مدببة وتكون محاطة بأشواك حادة.

استعرضنا لكم بعض الحقائق الفريدة والمثيرة عن الخنافس، وإذا كان لديكم أي استفسارات أخرى تتعلق بعالم الحشرات ودورها في البيئة، يمكنكم طرحها في التعليقات أسفل المقال.

إيمان محمد محمود، خريجة تكنولوجيا التعليم والمعلومات ، أعمل مدرب حاسبات ونظم، كاتبة مقالات في العديد من المواقع ، متخصصة في الأدعية والاخبار السعودية علي موقع كبسولة ، للتواصل معي capsula.sa/contact_us .

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات
0
اكتب تعليقك او استفسارك وسنرد عليك في أقرب وقت بمشيئة الله تعالىx
()
x