المخدرات تُعَدُّ من أخطر التحديات التي تواجه المجتمعات حيث تبذل الدول جهودًا حثيثة للحد من انتشارها والتصدي للمخاطر التي تسببها لما لها من تأثير سلبي يمتد ليشمل الأمن والاستقرار الاجتماعي.
الانتشار الواسع للمخدرات حول العالم يجعلها تهديدًا حقيقيًا للأمن الوطني إذ تؤثر بشكل مباشر على العقول وتؤدي إلى وقوع المدمنين في تصرفات خطيرة دون إدراك العواقب مما يزيد من معدلات الجرائم المرتبطة بالإدمان.
لم تقتصر خطورة المشكلة على الأنواع التقليدية للمخدرات بل تطورت بصورة متسارعة مع التقدم التكنولوجي وأصبح المتاجرون بها يستخدمون أساليب مبتكرة في التهريب والتخزين والتوزيع بالإضافة إلى تغيّر أنماط التعاطي باستمرار الأمر الذي يفرض على الدول رفع مستوى التنسيق بين الأجهزة الأمنية والجهات المختصة لتعزيز جهود المواجهة والتخلص من هذه الظاهرة بطريقة أكثر فاعلية.
عناصر بحث حول المخدرات
- تمهيد يُبرز أثر المخدرات على الأفراد وتأثيرها السلبي على المجتمع.
- تعريف المخدرات والتعرف على أنواعها المختلفة وفق تصنيفات متعددة.
- المكونات الفعالة التي تحتوي عليها المواد المخدرة ومدى تأثيرها على الجسم والعقل.
- التدرج الذي يمر به المدمن من مرحلة التعاطي إلى الوصول للإدمان الكامل.
- المؤشرات والعلامات التي يُمكن أن تكشف عن تعاطي الشخص للمواد المخدرة.
- المضاعفات الصحية والجسدية التي يُسببها تعاطي المخدرات على المدى القصير والطويل.
- الأبعاد السلبية التي يُخلفها الإدمان على فئة الشباب وانعكاساته على مستقبلهم.
- التقسيمات المختلفة للمخدرات وأهم المواد المنتشرة ومخاطر كل منها.
- الأساليب التي يُستخدم بها كل نوع من المخدرات وتأثير الطرق المختلفة في التعاطي.
- الأسباب والعوامل النفسية والاجتماعية التي تدفع الأفراد إلى تجربة المواد المخدرة.
- المسببات التي تحول التعاطي العابر إلى حالة إدمان مستمرة وصعبة العلاج.
- الاستراتيجيات والبرامج المتبعة في علاج إدمان المخدرات وإعادة التأهيل.
- ختام يتناول أهمية التوعية المجتمعية ودور الوقاية في الحد من انتشار المخدرات.
كم تستغرق فترة علاج الإدمان؟
- تعتمد مدة العلاج على الحالة الصحية ونوع المخدر المستخدم وتتراوح عادة بين 10 إلى 15 يوم خلال المراحل الأولية من العلاج.
ما الطريقة المثلى للتعامل مع الابن المدمن؟
- تفادي استخدام العنف أو التهديد والابتعاد عن معاملته كمذنب مع الحرص على تقديم الدعم النفسي لمساعدته على تخطي هذه المرحلة واتخاذ خطوة نحو العلاج.
هل يمكن معالجة الإدمان داخل المنزل؟
- لا يُفضل ذلك إذ أن مواجهة أعراض الانسحاب تتطلب إشرافًا طبيًا متواصلًا لضمان التصرف بسرعة في حال حدوث أي مضاعفات خطيرة.
ما الأسلوب المناسب لإقناع المدمن ببدء العلاج؟
- الاعتماد على نهج حوار هادئ بعيد عن اللوم والتقريع مع التركيز على فوائد العلاج في تحسين حياته ومستقبله.
ما أبرز أعراض تعاطي المواد المهلوسة؟
- اضطرابات في الإدراك والوعي مصحوبة بارتفاع معدل ضربات القلب وزيادة ضغط الدم.
مفهوم المخدرات
لفهم البحث المتكامل حول المخدرات الذي يتضمن المراجع والعناصر، من الضروري التعرف على مفهوم المخدرات:
المقصود بالمخدرات هو المواد التي تصنّف ضمن الأدوية غير المشروعة والتي يحصل عليها الأفراد بطرق غير قانونية حتى وإن لم يكن هناك حاجة طبية فعلية لاستخدامها حيث يتم تعاطيها دون وصفة طبية مما يجعلها تُعرف بأدوية الشارع
تختلف تأثيرات المخدرات تبعًا لنوعها فبعضها يسبب آثارًا غير متوقعة قد تلحق أضرارًا جسيمة بالمستخدم وقد تصل إلى حد التسبب بمشكلات صحية خطيرة وكلما زادت كمية المادة المخدرة التي يتم استهلاكها ازداد خطر التعرض لأضرار بالغة.
- لم تعد المخدرات في وقتنا الحاضر تقتصر على شكل الحبوب المحظورة أو العقاقير الطبية بل امتدت لتشمل مواد أخرى مثل بعض أنواع الطلاء الذي يتم استنشاقه عمدًا بكمية كبيرة.
- وكذلك بعض المركبات الكيميائية التي تؤثر على العقل كما أن هناك بعض النباتات التي تحتوي على مواد مخدرة مثلالقنب والماريجوانا إلى جانب بعض أنواع الفطر التي تمتلك خصائص مؤثرة على الجهاز العصبي بالإضافة إلى المركبات المستخلصة من النباتات المعالجة كـالهيروين.
التكوين الكيميائي للمواد المخدرة
يتم إعداد المواد المخدرة وفق تركيبات دقيقة ومعايير محددة لضمان تحقيق التأثير المطلوب على من يتعاطاها وتعتمد طبيعة هذه المواد على مصادرها المختلفة:
- يؤثر تعاطي المخدرات بشكل مباشر على الجهاز العصبي حيث توجد أنواع طبيعية يتم استخراجها من النباتات أو الأشجار مثل الحشيش والمورفين.
- هناك أنواع أخرى تنتج عن معالجة النباتات بوسائل كيميائية مثل الهيروين والكحول بالإضافة إلى أصناف تُصنع بشكل كامل باستخدام مركبات كيميائية مثل الأمفيتامينات.
- تحتوي تركيبتها على مواد ذات تأثير مسكن تستهدف الخلايا العصبية إلى جانب بعض الغازات السامة مثل أول أكسيد الكربون.
مراحل تطور إدمان المخدرات
لا يصل الشخص إلى مرحلة الإدمان فورًا بعد تعاطي المخدرات بل يمر بعدة مراحل تتفاوت سرعتها بين الأفراد حيث يكون تطور الإدمان لدى المراهقين أسرع من كبار السن وهنا توضيح لخطوات هذا التطور بالتفصيل.
- مرحلة التجربة.
- الاستخدام المنتظم.
- مرحلة الخطر.
- مرحلة الاعتماد.
- مرحلة الإدمان.
تبدأ هذه المرحلة عندما يقرر الشخص تجربة المخدر لأول مرة وعادةً يكون الدافع هو الفضول أو الرغبة في التخلص من الضغوط التي يواجهها في حياته حيث يحاول البعض من البالغين استخدام المخدرات كوسيلة للهروب من المشكلات النفسية والتوترات اليومية بينما يكون السبب لدى المراهقين غالبًا تأثير الأصدقاء الذين يدفعونهم إلى التجربة وفي هذه المرحلة لا يكون هناك تعلق بالمخدر بعد لذا يستطيع الشخص التوقف دون الشعور بحاجة ملحة للاستمرار.
في هذه المرحلة يتحول تعاطي المخدرات من تجربة عابرة إلى عادة متكررة إذ يبدأ الشخص باستخدامه بشكل مستمر سواء بشكل يومي أو في أيام محددة من الأسبوع ويصبح المخدر جزءًا من نمط حياته حيث يتم تعاطيه في مناسبات اجتماعية أو في أوقات معينة مما يؤدي إلى إدخاله في روتينه بشكل تدريجي.
يبدأ الشخص في هذه المرحلة بإظهار دلائل واضحة على أن استخدامه للمخدرات قد أصبح مشكلة حقيقية حيث يتأثر أداؤه اليومي في الدراسة أو العمل وقد يتكرر غيابه دون مبرر كما يميل إلى العزلة والابتعاد عن محيطه الاجتماعي بالإضافة إلى ظهور اضطرابات نفسية مثل التوتر والاكتئاب إلى جانب تغيرات جسدية قد تكون ظاهرة على سلوكه وتصرفاته مما يؤدي إلى تعقد علاقاته الشخصية وزيادة مشاكله.
في هذه المرحلة يصبح الشخص معتمدًا على المخدرات بشكل ملحوظ حيث يفقد القدرة على التوقف عنها رغم إدراكه لأضرارها على حياته ويعاني عند محاولته الامتناع عنها من أعراض انسحابية مثل القلق التوتر الشعور بالإجهاد والاضطرابات المزاجية الحادة كما يحتاج إلى زيادة الجرعة تدريجيًا للحصول على نفس التأثير السابق مما يؤثر بشكل واضح على علاقاته الاجتماعية ويؤدي إلى تراجع ملحوظ في أدائه لمسؤولياته اليومية.
تعد هذه المرحلة الأخطر حيث يفقد الشخص السيطرة تمامًا على تعاطي المخدرات ويصبح استخدامها أولوية بالنسبة له بغض النظر عن العواقب إذ يشعر بأنه لا يستطيع مواصلة حياته دون تعاطيها مما يؤدي إلى تدهور صحته الجسدية والنفسية وتدمير حياته الاجتماعية والمهنية ويصبح غير قادر على التوقف عن التعاطي دون التدخل العلاجي المتخصص.
العلامات الدالة على تعاطي المخدرات
- الهيروين: الشخص الذي يتعاطى الهيروين يعاني من أعراض مشابهة لنزلات البرد وتستمر هذه الحالة معه لنحو خمسة أيام.
- الكوكايين: الاستخدام المستمر للكوكايين يؤدي إلى حالة من الاكتئاب الحاد واضطراب عصبي قد يمتد أثره ما بين سبعة إلى عشرة أيام.
- الحشيش: يؤثر الحشيش على وظائف النوم والشهية ويؤدي إلى الشعور بالارتباك والانزعاج العصبي.
- الكحوليات: إدمان الكحول يتسبب في حدوث ارتعاش بالجسم ويصاحبه نوبات من التشنجات وقد تستمر الأعراض لفترة تتراوح بين ثلاثة أيام وعدة أسابيع.
عند مناقشة المخدرات وتأثيرها لابد من التركيز على الأعراض التي تظهر على الشخص المدمن حيث تشمل هذه الأعراض جوانب نفسية وجسدية أعراض عامة:
- الشعور بتنميل في الأطراف وصعوبة في الإحساس بها.
- يعاني الشخص المدمن من قلق مستمر يزداد بمرور الوقت وقد يؤدي ذلك إلى الإصابة بالاكتئاب.
- اضطرابات بالجهاز الهضمي ومن أبرزها الإمساك المزمن مع الاستمرار في التعاطي.
- التنفس يصبح غير منتظم ويميل الشخص إلى الشعور بضيق في التنفس.
- مع الوقت يواجه المدمن صعوبة في الفهم والإدراك ويصبح التعبير عن مشاعره أكثر تعقيدًا.
- ترتفع ضربات القلب بصورة ملحوظة إضافة إلى زيادة في الشعور بالخمول والكسل.
آثار الإدمان على الإبر المخدرة:
- يفقد الشخص المدمن إحساسه الطبيعي بالألم.
- يجد صعوبة في التنفس بصورة طبيعية مع استمرار الشعور بالحزن العميق.
العلامات المرافقة لتعاطي حبوب الهلوسة:
- ضعف في حاسة الإدراك مع صعوبة في الاستيعاب.
- ارتفاع في معدل ضغط الدم.
- حدوث رعشة متكررة في الأطراف.
الأعراض المصاحبة لاستخدام عقاقير الجهاز العصبي المركزي:
- يعاني الشخص من تلعثم في الكلام وعدم وضوح في التعبير.
- ضعف الذاكرة وصعوبة في استرجاع المعلومات المخزنة.
- يشعر المدمن بحالة مستمرة من الكسل والخمول.
- يتسبب التعاطي في انخفاض ملحوظ في ضغط الدم.
الآثار النفسية الناتجة عن إدمان البودرة:
- يعاني المدمن من اضطرابات عصبية تؤثر على سلوكه وتفاعله مع الآخرين.
- تتأثر قدرته على التفكير السليم ويصبح اتخاذ القرارات أكثر صعوبة.
- تتراجع قدراته على التذكر ويمر بمرحلة من ضعف الذاكرة.
- نتيجة لهذه الأعراض النفسية يواجه الشخص تأثيرات جسدية مثل فقدان الوزن ومشكلات في دورة النوم.
- إلى جانب ذلك يؤثر تعاطي البودرة على وظائف الكبد ويسبب مشكلات في الجهازين الهضمي والتنفسي إضافة إلى شعور دائم بالإرهاق.
بحث حول الآثار السلبية للمخدرات
المخدرات تُعد واحدة من أخطر المشكلات التي تهدد المجتمعات فهي لا تؤثر على الفرد فقط بل تمتد تأثيراتها السلبية لتشمل مختلف جوانب الحياة وهنا نوضح أبرز الأضرار التي تسببها المخدرات.
الأضرار الصحية للمخدرات
- تناول المخدرات يتسبب في أضرار جسيمة للقلب وقد يصل الأمر إلى حدوث انفجار في الشرايين.
- تؤثر المخدرات بشكل خطير على الدماغ حيث تؤدي إلى التهابات تؤثر على مادة المايلين في الخلايا العصبية مما قد يسبب ضعفًا شديدًا في الإبصار.
- تسبب اضطرابات بالجهاز الهضمي ينتج عنها فقدان الشهية ونقص في الوزن وضعف عام في الجسم.
- يسبب تراكم السموم داخل الجسم تضرر بعض الأعضاء الحيوية وعلى رأسها الكبد.
- يؤدي تعاطي المخدرات إلى ضعف المناعة مما يجعل الجسم غير قادر على مكافحة الأمراض بشكل فعال.
- تعاطي الأم الحامل للمواد المخدرة يعرضها لخطر الإصابة بالأنيميا كما قد يتسبب في حدوث تشوهات خلقية للجنين.
- المدمن قد يكون عرضة للإصابة بنوبات الصرع خاصة عند التوقف المفاجئ عن التعاطي.
- يؤدي تهيج الأغشية المخاطية إلى مشاكل حادة تصيب الجهاز التنفسي مثل التهابات حادة في الشعب الهوائية والرئتين.
- يؤثر التعاطي بصورة واضحة على الجهاز الهضمي مما يؤدي إلى مشاكل خطيرة.
- إدمان المخدرات قد يتسبب في ارتفاع ضغط الدم إلى جانب إمكانية الإصابة بالأورام السرطانية.
الأضرار النفسية والعقلية للمخدرات
- يصاب المدمن بحالة من التوتر والقلق المستمر.
- يظهر تأثير المخدرات على وظائف الدماغ حيث تؤدي إلى اضطراب واضح فيها.
- يدفع الإدمان بعض الأشخاص إلى التفكير في إنهاء حياتهم.
- يعاني المتعاطي من اضطرابات في الإدراك الحسي والسمعي والبصري.
- يحدث خلل في قدراته على التمييز مما يؤدي إلى صعوبة كبيرة في تحديد الزمن والمسافات وانخفاض ملحوظ في التفكير والإدراك.
- يصبح الشخص أكثر انفعالًا ويعاني من العصبية المفرطة.
- يفقد المدمن اهتمامه بمظهره الشخصي ويتراجع مستواه في أداء عمله ومهامه اليومية.
أضرار المخدرات على الجهاز العصبي
- يتعرض الجهاز العصبي لتأثيرات ضارة نتيجة لتعاطي المواد المخدرة مما ينعكس على كافة وظائف الجسم.
- يعتبر الجهاز العصبي المسؤول عن التحكم في العمليات الحيوية للجسم وعند تأثره بالمخدرات تتضرر باقي الأعضاء.
- يؤدي التعاطي إلى خلل في التوازن الكيميائي في الدماغ مما يسبب تراجعًا في كفاءة الوظائف العقلية وضعف التركيز.
- تظهر مع مرور الوقت مشاكل في الذاكرة حيث يجد الشخص صعوبة في تخزين المعلومات واسترجاعها.
الأضرار الاجتماعية للمخدرات
- يفقد المدمن مكانته الاجتماعية ويصبح غير قادر على تحمل مسؤولياته تجاه أسرته.
- يتجه إلى الابتعاد عن عائلته وقد يصبح غير مرحب به وسط أقاربه.
- تصبح سلوكياته منحرفة مما يدفعه إلى الكذب أو حتى السرقة لتمويل تعاطيه.
- قد يرتكب الشخص المدمن أفعالًا خطيرة ومخالفة للقانون دون وعي منه.
- يسهم الإدمان في ارتفاع معدلات الانحراف والجريمة نتيجة لانعدام السيطرة على السلوك.
- يكون المدمن أكثر عرضة للتسبب في الحوادث أثناء القيادة بسبب فقدان التركيز.
الأضرار الاقتصادية للمخدرات
- المدمن يهدر أمواله على شراء المواد المخدرة وهو ما يؤثر على قدرته الإنتاجية.
- القوة الاقتصادية لأي دولة تعتمد على شبابها بينما يؤدي انتشار المخدرات إلى تدمير هذه القوة.
- تتحمل الحكومات نفقات ضخمة لعلاج المدمنين وبناء المراكز الخاصة بإعادة التأهيل مما يشكل عبئًا اقتصاديًا.
- تعاني الأسر التي يوجد بها مدمن من أزمات مالية حيث يتم إنفاق جزء كبير من الأموال على شراء المخدرات على حساب الاحتياجات الأساسية.
- بعض الدول تواجه خسائر في القطاع الزراعي حيث يتم استغلال أراضٍ زراعية خصبة لزراعة النباتات المخدرة بدلًا من المحاصيل الغذائية.
- عمليات تهريب المخدرات تحتاج إلى استثمارات ضخمة تُهدر في أنشطة غير قانونية بدلًا من توجيهها نحو مشروعات تنموية مفيدة.
انعكاسات المخدرات على المجتمع وفئة الشباب
المُخدِّرات تُؤثِّر سلبًا على المُجتمعات، خاصَّةً حينما تَنتشِر بين فِئة الشَّباب إذ تؤدي إلى تدهور القوى العاملة وتَراجُع الإنتاج مما يُسهِم في زِيادة مُعدَّلات الجريمة بِمختلف صُوَرها.
الشَّخص المُدمِن لا يَستطيع مُمارسة العمل بِشكل طبيعي لكنه يَحتاج إلى المال لشراء المُخدِّرات ما قد يَدفعه إلى السَّرقة أو الانخراط في أنشطة غير قانونيَّة للحُصول على المال الأمر الذي يُهدِّد أمن المُجتمع ويُفاقِم المُشكلات الاجتماعيَّة.
لذلك فإنَّ مُكَافحة هذه الظَّاهرة تستدعي تَضافُر جُهود كافَّة أفراد المُجتمَع من خلال تَوعِيَة الشَّباب والمُراهِقين بِخُطورة الإدمان وتَبِعاته إلى جانب تنظيم نَدوات وبرامج تَثقيفيَّة تُساعِد الأهالي على تَفهُّم هذه المُشكلة والتَّعامُل مَعها بفاعليَّة لحِماية أَبنائهم مِن الوقوع في هذا المُستنقَع.
دراسة حول تداعيات الإدمان على الشباب
الشباب يُعتبرون الدعامة الأساسية لأي مجتمع والمستقبل يعتمد عليهم بشكل كبير فإذا كانوا يتمتعون بالصحة والعزيمة انعكس ذلك إيجابًا على المجتمع بأسره أما إذا تعرضوا للضعف أو المشكلات فإن تأثير ذلك سيمتد ليشمل المجتمع بأكمله لهذا فإن مشكلة الإدمان تُعد من أخطر القضايا التي تواجه الشباب لما لها من تداعيات خطيرة تؤثر في حياتهم ومستقبلهم حيث أن:
- الإدمان يُفقد الشاب السيطرة على حياته ويُدمر قدرته على اتخاذ القرارات الصحيحة فتجده في عزلة عن واقعه غير قادر على التمييز بين الصواب والخطأ ما يجعله يعيش في عالم منفصل عن الحقيقة.
- الشباب هم العصب الحي الذي ينهض به المجتمع وإذا تضرروا أو وقعوا فريسة لهذه الآفة فإن المجتمع بأسره سيكون مُعرضًا للخطر لذا من الضروري أن تتضافر جهود الأسر والجهات المختصة لتوعية الشباب بمخاطر الإدمان والعمل على حمايتهم من الوقوع فيه حفاظًا على مستقبلهم ومستقبل مجتمعهم.
- الشخص الذي يقع في فخ الإدمان يجد صعوبة بالغة في العودة إلى حياته الطبيعية وبعض الحالات تصل إلى مراحل متقدمة من الخطر قد تؤدي إلى هلاك الشخص نتيجة فقدانه السيطرة على أفعاله بسبب التأثير المدمر للإدمان.
تصنيفات المواد المخدرة
تتعدد تصنيفات المواد المخدرة وفقًا لمكوناتها وتأثيراتها وطرق تعاطيها ولكل صنف تأثير مختلف على الجهاز العصبي والصحة العامة ويُعد فهم هذه التصنيفات أمرًا مهمًا عند تناول موضوع المواد المخدرة وآثارها لذا فيما يلي نستعرض بعض الفئات الرئيسية:
مادة الكيتامين المخدرة
مادة الكيتامين تُعد من العقاقير المخدرة التي تُستخدم بشكل أساسي في المجال البيطري حيث يتم الاعتماد عليها كمخدر للحيوانات بالإضافة إلى استخدامها في بعض التدخلات الجراحية لتخدير الأطفال في حالات محددة.
- يتوفر هذا المخدر على هيئة سائل شفاف عديم الرائحة يُحفظ داخل زجاجات صغيرة كما يتوفر أيضًا في صورة أقراص أو حبوب يتم خلطها بمواد أخرى لتعزيز تأثيرها مما يؤدي إلى فقدان الشخص المتعاطي لأي اتصال بالواقع.
- حتى عند تناول جرعات بسيطة من هذا المخدر فإنه يعمل على فقدان القدرة على الإحساس بالمحيط الخارجي حيث يتسبب في حالة من الشلل المؤقت ويجعل الشخص في حالة انفصال تام عن بيئته.
نبات الماريجوانا وتأثيراته
- تُعرف الماريجوانا أيضًا بـالقنب الهندي وهي نبتة تنمو طبيعيًا وتتميز بنوعين رئيسيين هما الحشيش والماريجوانا حيث يُستخرج الحشيش من المادة الصمغية المتراكمة على أوراق وساق هذه النبتة.
- أما الماريجوانا فيتم الحصول عليها من الزهور التي تنمو في قمة النبتة إذ تُقطف وتُجفف ثم تُطحن لتصبح مزيجًا من الأوراق والبذور وأجزاء صغيرة من السيقان ويكون تأثيرها المخدر أقل حدة مقارنة بالحشيش.
- تؤدي هذه المواد إلى العديد من المشكلات مثل ضعف التركيز وزيادة احتمال الإصابة بسرطان الرئة.
عقار إل إس دي وتأثيره النفسي
- يُعرف عقار إل إس دي بأنه أحد المواد الكيميائية المهلوسة، واسمه العلمي يشير إلى مركب إيثيل أميد حمض الليسرجيك، ويُعد من أخطر المواد المؤثرة على العقل والجهاز العصبي بسبب تأثيره العميق في تغيير الإدراك والوعي.
- يتسبب في هلوسات سمعية وبصرية شديدة، وذلك لأن حمض الليسرجيك يُصنَّع معمليًا من مادة الإرجوت المستخرجة من فطر كلافيسبيس بربوريا وهو فطر ينمو على بعض المحاصيل الحقلية مثل الجاودار، حيث يستبدل أنسجته بأنسجة النبات ويتطفل عليه حتى يسيطر عليه بالكامل.
- يتوفر المخدر في صور متعددة، من بينها شكل صلب بلون أحمر يُعرف باسم الجويدار، ويشكِّل خطرًا كبيرًا، خاصةً على النساء الحوامل، حيث يمكن أن يؤدي إلى الإجهاض الفوري عند تناوله.
- قد يوجد أيضًا في شكل مادة عديمة اللون والرائحة لكنها تمتلك تأثيرًا قويًا على الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى اضطرابات شديدة في الإدراك وتغيرات مفاجئة في الوعي والمشاعر.
- يؤدي تعاطيه إلى مجموعة متنوعة من الأعراض، من أبرزها تسارع معدل ضربات القلب وارتفاع ملحوظ في ضغط الدم، بالإضافة إلى شعور بالدوار وفقدان التوازن واضطرابات في النطق، كما تظهر لدى المستخدمين نوبات من النشوة والسعادة الزائدة يتبعها اكتئاب حاد مع رؤية صور وأشكال خيالية لا تمتّ للواقع بصلة.
مادة الأفيون ضمن أبحاث المخدرات
- يُستخرج الأفيون من نبات الخشخاش وكان يُستخدم في العصور القديمة كمسكن فائق القوة للآلام إلا أنه في الوقت الحاضر يدخل ضمن تركيب العديد من المواد المخدرة مثل الهيروين.
- يؤدي هذا المخدر إلى حالة من الخدر الكامل حيث يُضعف إحساس الشخص بما يدور حوله ويجعله يعيش في عالم من الأحلام والأوهام مما يجعله يشعر بسعادة وهمية تدفعه إلى تعاطي المخدر مرات متكررة وبكميات أكبر.
- يؤثر الأفيون بشكل مباشر على صحة الإنسان حيث يتسبب في وهن شديد بالجسم كما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم وانخفاض درجة حرارة الجسد ويظهر أثره بوضوح على الوجه حيث يصبح شاحبًا ويميل إلى الاصفرار.
مادة الكوكايين
- يُعتبر الكوكايين أحد المواد المخدرة واسعة الانتشار على مستوى العالم ويتم استخلاصه من نبات الكوكا الذي يُزرع بشكل رئيسي في دول أمريكا الجنوبية.
- تم اكتشافه لأول مرة على يد العالم ألفريد نيمان حيث كان يسعى لاستخدامه في بعض العمليات الجراحية مثل جراحات العيون وهو مركب كيميائي مكوّن من 17 ذرة كربون و21 ذرة هيدروجين و4 ذرات أكسجين بالإضافة إلى ذرة نيتروجين وتتمثل مادته الفعالة في مركب هيدروكلوريد كوكايين.
- يهاجم الكوكايين الجهاز العصبي بشكل مباشر حيث يعمل على تحفيز خلايا الدماغ لإنتاج مادة الدوبامين بكميات تفوق المعدل الطبيعي مما يؤدي إلى حدوث اضطرابات في وظائف الدماغ ويسهم في ترسيخ نمط الإدمان لدى الشخص.
- مع استمرار التعاطي يعتاد الجسم على المستويات المرتفعة من الدوبامين وعند انخفاض النسبة بشكل مفاجئ يصاب المتعاطي بخلل في التوازن الجسدي والنفسي ويبدأ يعاني من تقلبات حادة في المزاج تصل إلى نوبات من الغضب العنيف والانفعال الشديد.
- يؤثر الكوكايين بشكل سلبي على الجهاز الهضمي حيث يؤدي إلى فقدان الشهية بشكل واضح مما يضعف المناعة ومع استمرار التعاطي تحدث مشكلات في المعدة مثل تآكل جدارها وقد يصل الأمر إلى الإصابة بالإسهال نتيجة الالتهابات الحادة في منطقة المستقيم كما يؤدي إلى تلف في خلايا الدماغ ويحدّ من القدرة على التركيز بشكل كبير.
- أما على مستوى الجهاز التنفسي فإن تأثيره لا يقل خطرًا حيث يمكن أن يسبب تدهورًا في وظائف الرئتين واضطرابات في النظام الحركي والدوري مما يزيد من حجم الضرر الذي يلحق بالصحة العامة للمتعاطي.
تأثير الأمفيتامينات في دراسات المخدرات
- تُعَد الأمفيتامينات من العقاقير التي تُستخدم في مجالات الطب النفسي نظرًا لقدرتها على تحفيز الجهاز العصبي المركزي حيث تُوصف لعلاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه كما تُستخدم في بعض الحالات للمساعدة في إنقاص الوزن من خلال تقليل الشهية وزيادة معدل الأيض.
- مع مرور الوقت تَبَيَّن أن تناولها بصورة غير مدروسة قد يؤدي إلى الاعتماد النفسي والجسدي عليها مما دفع الأطباء إلى قَصر وصفها على حالات محددة بجرعات منظمة خصوصًا لدى كبار السن الذين قد تتطلب حالتهم تحسين مستوى الأداء الذهني والتركيز.
- الإفراط في تناول الأمفيتامينات يؤدي إلى ظهور هلاوس سمعية وبصرية إضافة إلى الشعور بتوتر غير مبرر ورعشة مستمرة إلى جانب آلام في الصدر واضطرابات في النوم مما يجعل آثارها خطيرة للغاية على الصحة العقلية والجسدية.
النيكوتين
- يُعَد النيكوتين المركب الأساسي الموجود في التبغ وهو مادة تُسبب الإدمان لأنها تمتلك خواص مزدوجة كمحفز للجهاز العصبي ومُثبط له في الوقت ذاته حيث يؤدي إلى تحفيز إفراز هرمون الأدرينالين مما يُحدث ارتفاعًا مؤقتًا في مستويات النشاط.
- يؤثر النيكوتين بشكل مباشر على الجهاز العصبي إذ يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة معدل ضربات القلب كما قد يُحدث اضطرابات في إفراز الأنسولين مما يسبب تقلبات طفيفة في مستوى السكر في الدم.
- نظراً لأن زيادة معدل ضربات القلب تُجبر عضلة القلب على استهلاك كميات أكبر من الأكسجين فإن ذلك قد يُضاعف من احتمالات الإصابة بأمراض القلب والأزمات القلبية وعلى الرغم من أنه يمنح شعورًا بالاسترخاء المؤقت إلا أن تأثيراته السلبية على الصحة تجعله من المواد التي لا يجب الاستهانة بمخاطرها.
الإكستاسي
- يُعد هذا المخدر من أخطر المواد ذات التأثير المزدوج كمنشط ومُخدر في آنٍ واحد ويُعرف بالاسم العلمي الإيثيلين ديوكسي ميتامفيتامين حيث يتم إنتاجه في صورة كبسولات أو أقراص وكان قد تم تطويره للمرة الأولى في ألمانيا بهدف استخدامه في تطبيقات طبية محددة.
- يتوفر الإكستاسي في أشكال متعددة فقد يكون سائلًا شفافًا يتحول إلى مسحوق قبل استخدامه كما يُباع في صورة كبسولات وحقن وريدية ويتم استخلاصه من زيت الساسافراسي إذ كان يُستخدم في بداياته ضمن التطبيقات الطبية لمواجهة بعض الاضطرابات النفسية.
- عند تناوله يمنح الشخص إحساسًا مؤقتًا بالسعادة والارتياح لكنه يصبح أكثر خطورة عند خلطه بمواد أخرى مثل الكافيين والباراسيتامول والكيتان والإفيدرين والفيتو بريتال والأمفيتامين والديازيبام مما يزيد من تأثيره السلبي ويرفع نسبة المخاطر المترتبة على تعاطيه.
الهيروين كأحد أبرز المواد المخدرة في الأبحاث
الهيروين يُعد من أكثر العقاقير المخدرة التي كانت محل اهتمام واسع في الأبحاث الطبية يُعرف باسم “البودرة” وهو مركب كيميائي يُسمى ثنائي أسيتيل مورفين أو ديامورفين وينتمي إلى فئة المواد الأفيونية التي تؤدي إلى الإدمان وقد تم تطويره أساسًا بغرض تسكين الآلام الشديدة مثل تلك التي تصاحب العمليات الجراحية.
عادة ما يكون الهيروين على هيئة مسحوق ناعم أبيض اللون ذو مذاق مر ويعد الاستنشاق الوسيلة الأكثر شيوعًا لاستهلاكه بين الشباب عوضًا عن الحقن حيث يعمل على تحفيز المستقبلات العصبية في الدماغ المسؤولة عن تنظيم الشعور بالراحة أو الألم.
ويؤدي ذلك إلى زيادة إفراز مادة الدوبامين في الجسم مما يمنح شعورًا سريعًا بالبهجة لكنه لا يدوم طويلًا إذ يلي ذلك إحساس شديد بالإرهاق واضطرابات في التنفس مع رغبة ملحة لتكرار التعاطي للحصول على ذات الشعور مجددًا.
الأساليب المختلفة لتعاطي المواد المخدرة
يَستخدم الأفراد عدة طرق مختلفة لتعاطي المواد المخدرة ويختار كل شخص الطريقة التي تناسبه ومن بين الأساليب الأكثر انتشارًا:
يُقبل بعض الأشخاص على تعاطي المخدرات عن طريق الاستنشاق حيث يتم وضع المادة المخدرة على سطح مستوٍ ثم يتم استنشاقها باستخدام ورق ملفوف وتُعد هذه الطريقة شائعة لدى بعض الفئات.
- يتم استخدام اللصقات الجلدية التي تحتوي على المادة المخدرة حيث يتم وضعها على الجلد ليمتص الجسم المادة تدريجيًا عبر المسام.
- يُعد الحقن أحد الأساليب الشائعة لدى بعض الفئات حيث يتم حقن المادة المخدرة مباشرة في الوريد مما يشكل خطرًا كبيرًا بسبب احتمالية انتقال الأمراض المعدية كما أن هناك بعض الحالات التي يُجبر فيها الأشخاص على الإدمان بهذه الطريقة.
- التدخين يُعتبر من أكثر الطرق استخدامًا حيث يتم مزج المواد المخدرة مثل الكوكايين أو الحشيش مع التبغ داخل السجائر ليتم استنشاقها ويُلاحظ انتشار هذه الطريقة على نطاق واسع.
- يلجأ بعض الأفراد إلى استنشاق المواد الكيميائية مثل الوقود النفطي أو الكحول أو البنزين وهو أسلوب يشكل خطورة بالغة على الجهاز العصبي حيث يؤدي إلى تأثيرات ضارة قد تظهر بشكل سريع.
- تناول الحبوب المخدرة يُعد من الوسائل المستخدمة حيث يتم استهلاك الأقراص التي تحتوي على مركبات تؤدي إلى الإدمان.
- استنشاق بعض المواد العطرية المتطايرة يُعد أحد الأساليب المنتشرة بين بعض الفئات حيث تمنح تأثيرًا سريعًا لكنها تُسبب أضرارًا حادة على الجهاز التنفسي والدماغ.
- يلجأ بعض الأشخاص إلى خلط المواد المخدرة مع الأطعمة وتناولها بهذه الطريقة لا سيما عند تعاطي أنواع معينة من المخدرات.
العوامل المؤدية إلى تعاطي المخدرات
توجد العديد من العوامل التي قد تدفع الأفراد إلى تعاطي المخدرات حيث تلعب مجموعة من الأسباب دورًا رئيسيًا في زيادة خطر الإدمان وخصوصًا بين فئة الشباب:
هناك أسباب متعددة تُساهم في انجراف الشخص نحو الإدمان وفيما يلي أبرز العوامل التي يمكن أن تؤثر على ذلك:
- ضعف الشخصية وعدم القدرة على رفض الضغوط أو قول “لا” عند مواجهة إغراءات تعاطي المخدرات.
- غياب الرقابة الأسرية وضعف التوجيه الأبوي، بالإضافة إلى نقص الوعي الديني الذي يحث على تجنب مثل هذه السلوكيات.
- المشكلات الشخصية التي يواجهها الفرد مثل الأزمات النفسية أو الضغوطات الاجتماعية والمالية وكذلك التعرض لصدمات عاطفية قد تترك أثرًا سلبيًا عليه.
- التعرض لسلسلة من الإخفاقات المتكررة دون وجود دعم من العائلة أو من يوجه الشخص نحو المسار الصحيح.
- التأثر برفاق السوء أو وجود قدوة غير صالحة في بيئة الشخص سواء من العائلة أو الأصدقاء المقربين.
مسببات تحول تعاطي المخدرات إلى إدمان
يُوجَد عدد من العوامل التي قد تساهم في انتقال الشخص من مرحلة تعاطي المخدرات إلى الإدمان الكامل دون أن يعي خطورة الأمر حيث تَلعَب هذه العوامل دورًا جوهريًا في تسريع تحول الفرد من مجرد مُجرّب إلى مُدمن.
- البيئة المحيطة بالفرد تُؤثّر بشكل كبير على احتمالية وقوعه في دائرة الإدمان فإذا كان يعيش في بيئة تجعل تعاطي المخدرات يبدو وكأنه سلوك مقبول أو غير ضار فقد يفقد الشعور بالخطر أو الإحساس بالذنب مما يجعله يستمر في التعاطي دون إدراك للعواقب الناتجة عن ذلك.
- العوامل البيئية تشمل أيضًا وجود أشخاص في دائرته الاجتماعية يتعاطون المخدرات حيث إن تواجده ضمن مجموعة من الأفراد الذين يمارسون هذا السلوك دون أي توجيه أو رقابة قد يجعله ينخرط تدريجيًا ويكتسب عادة التعاطي مع مرور الوقت.
الأساليب العلاجية لمواجهة التعاطي والإدمان
التعامل مع الإدمان يتطلب اتباع نهج علاجي متكامل يشمل عدة مراحل لضمان الوصول إلى التعافي الكامل:
- يتم في البداية إجراء تقييم شامل لحالة المريض لمعرفة مستوى الإدمان وتأثيره على صحته ثم يقوم الطبيب بوضع خطة علاجية مناسبة لحالته.
- قد يتم اللجوء إلى بعض الأدوية التي تساهم في تخفيف أعراض الانسحاب تدريجيًا مما يساعد الجسم على التخلص من آثار المواد المخدرة بطريقة آمنة.
- لا يقتصر العلاج على الجانب الطبي فقط بل يجب أن يتضمن تأهيلًا نفسيًا وسلوكيًا يُساعد المريض في التعامل مع الأفكار التي قد تدفعه للعودة إلى التعاطي.
- تتم متابعة حالة المريض بعد التعافي لضمان عدم الانتكاس بالإضافة إلى تقديم رعاية متواصلة خلال فترة العلاج داخل المنشأة الطبية لضمان استقرار حالته النفسية والجسدية.
خاتمة دراسة متكاملة حول المخدرات مع المراجع والعناصر
تُعتبر المخدرات من أشد الظواهر التي تُهدد استقرار المجتمع وتؤثر تأثيرًا مباشرًا على صحة الفرد وحياته ومستقبله لذلك لا بُدّ من تضافر الجهود على جميع المستويات لمحاربتها والحد من انتشارها كما يجب أن تعمل الدول على تبنّي آليات رقابية صارمة تُساعد في الكشف عن حالات التعاطي وتقديم الحلول العلاجية الفعّالة للمدمنين بالإضافة إلى تعزيز التوعية المجتمعية بالمخاطر المُترتبة على الإدمان وآثاره السلبية على الأفراد والمجتمعات.
إلى جانب ذلك يجب أن تولي الحكومات اهتمامًا كبيرًا بتوفير بيئة مستقرة وآمنة للشباب من خلال إتاحة فرص عمل متنوّعة تضمن لهم حياة كريمة وتُبعدهم عن المؤثرات السلبية التي قد تدفعهم نحو الإدمان كما أن التوعية الدينية والثقافية تُعد ركيزة أساسية في بناء أجيال تمتلك الوعي والإدراك اللازم لحماية أنفسهم واتخاذ القرارات الصائبة التي تُحصّنهم من الوقوع في براثن هذه المشكلة.
لطلابنا الأعزاء، في حال كان لديكم أي استفسار أو تساؤل، يُمكنكم تركه في التعليقات أدناه، وسنقوم بالرد عليكم في أسرع وقت ممكن.