المَرأة تُعَد الأسَاس الذي يُبنى عليه أي مُجتمع وعِند مُلاحظة أي مُجتمع مُتقدم وذو وعي مرتفع فذلك يُشير إلى وجود نِساء ساهَمن في إحْداث فرق حَقيقي وكان لَهُنّ دور بارز في تَشكيل أجيال قادرة على الإسهام في النهْضة والتطور لكن على الرّغم من ذلك تُواجِه المرأة كثيرًا من التحدِّيات والعوائق التي قد تُزيد من صُعوبة مَسيرتها ورغم كُل ما يُمكن أن تَمر به من صُعوبات تظل مُواصلة الطريق بعزيمة لا تَكل وإصرار لا يَضعف وهذا الأمر يجعل مَكانَتها عظيمة ممّا لا يُمكن لأي شيء أن يُعبر بالكامل عن القَدر الذي تستحقه حَقًّا.
مقدمة حول إسهام المرأة في تنمية المجتمع
تلعب المرأة دورًا محوريًا في بناء المجتمعات وتعزيز تطورها حيث لا يقتصر تأثيرها على تنشئة الأجيال رغم إتقانها لهذا الدور بجدارة بل أصبحت شريكة فاعلة في مختلف الميادين وساهمت بشكل ملموس في إحداث التغيير ودفع عجلة التنمية إلى الأمام.
هي الابنة التي تبث الأمل في العائلة والأخت التي تُساند والزوجة التي تشارك والأم التي تُربي وهي كذلك المعلمة التي تنقل المعرفة والطبيبة التي تسهر على صحة المجتمع والوزيرة التي ترسم السياسات والسفيرة التي تمثل وطنها إلى جانب العديد من الأدوار التي لم تعد حكرًا على الرجال فقد أثبتت حضورها وتأثيرها في جميع المجالات وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من أي مجتمع يسعى للتطور وخلال السنوات الأخيرة بات واضحًا مدى إسهامها في مختلف القطاعات مما جعلها عنصرًا أساسيًا في نهضة الدول ورفعتها.
إسهامات المرأة في المجتمع عبر العصور
لعبت المرأة منذ القدم وحتى الوقت الحاضر دورًا حيويًا وفعالًا في المجتمع فهي الأم التي تقوم على تربية الأبناء وتنشئتهم وهي المحور الأساسي الذي تعتمد عليه الأسرة في تعزيز القيم والمبادئ كما أنها تسهم في مختلف القطاعات كالتعليم والطب والسياسة والإدارة وتؤدي مهام حيوية تجعل لها بصمة واضحة في تطور المجتمعات واستقرارها ومن خلال السطور القادمة نستعرض بعض الأدوار الجوهرية التي تقوم بها المرأة في مختلف المجالات:
1- دور المرأة في رعاية الأسرة.
- يعد دور المرأة في رعاية الأسرة من الأدوار التي ظلت محورية عبر العصور فهي التي تهتم باحتياجات الزوج وترعى الأبناء كما أنها تتكفل بتحضير الطعام ومتابعة شؤون المنزل.
- وتسعى إلى توفير أجواء مستقرة تسهم في تعزيز الاستقرار النفسي والعاطفي لجميع أفراد العائلة إلى جانب ذلك تقوم بزرع القيم والمبادئ داخل الأبناء وتحرص على توجيههم إلى السلوكيات الإيجابية .
- مما يسهم في تكوين شخصياتهم بشكل متزن وناضج وهذا يساعدهم على أن يكونوا أفرادًا مسؤولين قادرين على الاندماج في المجتمع والمشاركة بفعالية في مختلف مجالات الحياة.
- كما أنها تُعد العنصر الذي يبث الطاقة الإيجابية بين أفراد الأسرة فهي التي تقدم الدعم العاطفي لأسرتها وتسهم في خلق بيئة متماسكة قائمة على التعاون والتفاهم.
- فهي صاحبة الدور الأكبر في تكوين العادات والسلوكيات الإيجابية لدى الأبناء وتنشئتهم على المبادئ السليمة.
- وعلى الرغم من أن الرجل هو المسؤول الأول عن توفير الاحتياجات المالية للأسرة إلا أن المرأة تلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم هذه الموارد وإدارتها بحكمة حيث تعمل بالتنسيق مع الزوج على تحقيق التوازن الاقتصادي والاجتماعي للأسرة مما يعزز الروابط العائلية ويخلق حالة من الانسجام بين جميع أفراد البيت.
المشاركة التطوعية للمرأة في خدمة المجتمع
تُؤدي المرأة دَورًا مُحوريًا في مجال العمل التطوعي حيث تُساهم بشكل فَعّال في تَقديم الخدمات والمُبادرات التي تُحقق فائدة للمجتمع وذلك بفضل امتلاكها للعديد من المهارات التي تُمكنها من أداء عِدّة مَهام بالتزامن مع بعضها البعض كما تَمتلك القدرة على إدارة الوقت بكفاءة وتوزيع الموارد المُتاحة بما يَتَناسب مع الحاجة الفعلية مما يَجعل دَورها بارزًا ومُؤثرًا بصورة واضحة في المجتمع.
تُدير المرأة عددًا من المُؤسسات وتُقدّم أشكالًا متنوعة من الدّعم سواء كان ماديًا أو معنويًا وفق إمكانياتها المُتاحة مما يُسهم بدوره في غرس قِيَم العطاء والتعاون لدى الأجيال الجديدة حيث يَستوحون من تجاربها وخبراتها القِيم الأخلاقية والمهارات الحياتية التي تُؤهلهم ليكونوا أفرادًا فاعلين في المجتمع كما يُساهم عطاؤها المُتواصل في تعزيز روح التكاتف والمسؤولية الاجتماعية.
إسهام المرأة في التنمية الاقتصادية وفرص العمل
لم يَعُد دور المرأة يقتصر على رعاية الأسرة والأنشطة التطوعية بل باتت تحتل موقعًا بارزًا في المجتمع وتشارك في شتى المجالات فنجدها تعمل كطبيبة ومهندسة وقاضية ومعلمة وقائدة في القطاعات الأمنية بل وأصبحت تتولى مناصب وزارية وسفارات مما يُؤكد قدرتها على الوصول إلى مواقع صنع القرار والمساهمة بفعالية في مجالات متعددة.
انخراط المرأة في هذه الوظائف والمجالات لا يقتصر فقط على تحقيق طموحاتها المهنية بل تلعب دورًا رئيسيًا في تحسين المستوى الاقتصادي لأسرها والمساهمة في الحد من الفقر وكثير من النساء أصبحن داعمًا أساسيًا لعائلاتهن ولأزواجهن بل وتمكنت بعضهن من تأسيس مشاريع خاصة تحقق لهن الاستقلال المالي وتسهم في دعم الاقتصاد على نطاق أوسع.
الصعوبات التي تعترض مسيرة المرأة
على الرغم من أن المرأة تشكل عنصرًا أساسيًا في المجتمع والبيت إلا أنها واجهت على مر العصور سلسلة من التحديات التي تركت أثرًا على تطورها لكنها لم تتراجع أمامها ومن بين أبرز هذه التحديات:
التعرض للعنف:
- يعد العنف أحد أبرز المشاكل التي تعاني منها المرأة باستمرار سواء داخل الأسرة أو في إطار الحياة الزوجية وهذا يترك تأثيرًا على حالتها النفسية والاجتماعية مما يعطل مسيرتها ويحد من قدرتها على العطاء.
ضعف الخدمات الصحية:
- تتركز هذه المشكلة في المجتمعات غير المتقدمة حيث تحتاج المرأة إلى عناية طبية متخصصة خصوصًا خلال فترات الحمل أو بعد الولادة أو عند تعرضها لأي مرض.
- إلا أن نقص الإمكانيات أو سوء توزيع الخدمات الصحية يحرمها من الرعاية المطلوبة مما ينعكس على دورها في المجتمع ويحد من قدرتها على المشاركة الفاعلة في مختلف المجالات.
عدم المساواة بين الجنسين:
- لا تزال بعض المجتمعات الذكورية تضع قيودًا تحد من قدرة المرأة على تحقيق ذاتها حيث تُواجَه بنظرة تقلل من مكانتها وتحد من فرصها المهنية.
- غالبًا ما تواجه النساء صعوبة في الوصول إلى الموارد أو الحصول على فرص عمل متكافئة مما يؤثر سلبًا على طموحاتهن ومسيرتهن العملية.
التحديات التعليمية:
- تحرص المرأة دائمًا على تطوير ذاتها وتحقيق النجاح إلا أن العديد من النساء في بعض البيئات لا يحصلن على الفرصة المناسبة لمتابعة تعليمهن.
- يؤثر نقص التعليم على دور المرأة داخل المجتمع إذ يحرمها من فرص التطور ويشكل عائقًا أمام مساهمتها في التنمية والتقدم.
خاتمة حول تأثير المرأة في تنمية المجتمع
لَا يُمكن إنْكار دَور المرأة فِي تَطوير المُجتمعات وَتعزيز نُموها فَإنجازاتها تَتجلى فِي مُختلف المَجالات وَتُثبت أَهَميتها الكُبرى فِي كَافة الجَوانب الحَياتية، فَهي العَمود الفِقري الذي يُعتمد عَلَيه فِي دَفع الحَركة التّنموية وَإحراز التّقدم وَالنّهوض بَالمُجتمع وَلا يُمكن لِأي أُمة أَن تَصل إلَى مُستوى مُتقدم مِن الازدهار دُون مُشاركتها الفِعليّة وَإسهاماتها الحَقيقية فِي شَتى المَجالات.