التحديات الاجتماعية التي تواجه الشباب في المجتمع، يُواجه الشباب اليوم العديد من الصعوبات الاجتماعية التي تؤثر بشكل مباشر على حياتهم العملية والمهنية حيث يتحملون مسؤوليات كبيرة ويلعبون دورًا رئيسيًا في البناء والتطوير، إلا أن بعضهم يُكافَأ بمرتبات تعكس جهوده بينما يواجه البعض الآخر صعوبة في تحقيق التقدير المالي العادل رغم العمل الجاد وهذه الظاهرة باتت واضحة داخل المملكة.
بالرغم توافر العديد من الفرص واستمرار توسُّع سوق العمل إلا أن الوصول إلى استقرار مهني يتطلب منظومة إدارية قوية لضمان تحقيق أقصى استفادة من الطاقات الشابة إذ يجد الشاب نفسه يعمل بلا توقف وكأنه مُطالب بالبقاء في دوامة العمل المستمر دون أن يحظى بالاستراحة اللازمة التي تحفظ توازنه النفسي والجسدي.
تصنيفات القيود الاجتماعية المفروضة على الشباب
يواجه الشاب السعودي مجموعة متنوعة من القيود التي تؤثر على حريته في كثير من جوانب الحياة وهذه القيود تتخذ أشكالًا متعددة تشمل:
- قيود اجتماعية ترتبط بالعادات والتقاليد التي تفرضها البيئة المجتمعية.
- قيود أسرية تتعلق بتوجيهات الوالدين وظروف الأسرة المختلفة.
- قيود قانونية تشمل الأنظمة والتشريعات الحكومية المنظمة للحياة العامة.
- قيود اقتصادية مرتبطة بسوق العمل ومتطلبات الحصول على الوظائف في القطاع الخاص.
- قيود تنظيمية وضعتها الدولة لتنظيم بعض الجوانب الحياتية وفق السياسات العامة.
القيود المفروضة من قبل الأسرة
- تَفرض بعض العائلات قرارات صارمة على أبنائها فيما يتعلق بمسارهم المهني، مما يجعلهم مضطرين للعمل في مجالات قد لا تتوافق مع طموحاتهم أو اهتماماتهم.
- يَميل بعض الشباب إلى ترك الدراسة مبكرًا والدخول إلى سوق العمل في سن صغيرة بهدف كسب المال، ويحدث ذلك غالبًا بناءً على قرارهم الشخصي ورغبتهم في الاستقلال المادي.
- يُصر بعض الآباء على أن يسير أبناؤهم على نهجهم المهني ذاته، فيكون عليهم الالتحاق بنفس مجال العمل الذي امتهنته العائلة، حتى وإن لم يكن هذا المجال متوافقًا مع اهتمامات الابن أو تخصصه الدراسي.
- يُحدد بعض الأهالي المسار الدراسي لأبنائهم دون الأخذ برغباتهم بالحسبان، مما يؤدي إلى دخول الشاب في مجال مهني لا يشعر بالشغف تجاهه ولا يحقق فيه طموحه، وبالتالي قد يؤثر ذلك على إنتاجيته وأدائه الوظيفي.
- لا يقتصر الأمر على التشدد في القرارات بل إن التدليل الزائد قد يؤدي إلى فقدان الشاب لحس المسؤولية سواء في حياته الأسرية أو المهنية، مما ينعكس سلبًا على مستقبله وقدرته على مواجهة التحديات.
القيود والتحديات الاجتماعية التي تواجه الشباب
الواقع الاجتماعي يفرض العديد من التحديات على الشباب في مجالات العمل بسبب العادات والتقاليد مما يؤدي إلى مواجهتهم لصعوبات متعددة ومن أبرزها:
- ضعف فرص التوظيف المتاحة للفتيات بالرغم من توافر وظائف تتناسب مع إمكانياتهن وقدراتهن بشكل كبير.
- انتشار المحسوبية والرشاوى في بعض القطاعات الوظيفية مما يمنح أشخاصًا غير مؤهلين فرصًا لا يستحقونها وينتج عن ذلك بيئة عمل تتسم بالفوضى وضعف الأداء.
- الزواج في سن مبكرة دون أن يكون الشاب مستعدًا ماديًا مما يشكل عبئًا كبيرًا عليه ويجعل المسؤوليات تتراكم عليه منذ بداية حياته المهنية.
- نظرة المجتمع السلبية تجاه بعض المهن مما يدفع العديد من الشباب إلى تجنب العمل فيها بالرغم من أنها توفر دخلًا جيدًا واستقرارًا وظيفيًا.
القيود التنظيمية التي تؤثر على الشباب
هناك العديد من القيود التي تحد من تطور الشباب في مختلف مجالات الحياة فبجانب التحديات الاجتماعية التي يواجهونها داخل المملكة العربية السعودية توجد أيضًا بعض القوانين واللوائح الحكومية سواء داخل السعودية أو في عدة دول عربية أخرى والتي قد تشكل عائقًا أمام الشباب في تحقيق طموحاتهم ومن أبرز هذه التحديات:
- محدودية الدخل في المراحل الأولى من العمل حيث يحصل الشباب عند دخولهم سوق العمل على رواتب منخفضة مما يدفعهم إلى البحث عن فرص عمل إضافية لتأمين احتياجاتهم الحياتية، إلا أنهم غالبًا ما يجدون صعوبة في توزيع جهودهم بشكل متوازن بين أكثر من وظيفة في نفس الوقت.
- اشتراط بعض المعايير ومتطلبات محددة من قبل الجهات المعنية لشغل وظائف معينة الأمر الذي يجعل الشباب يواجهون عقبات أثناء محاولتهم الالتحاق بوظائف تتناسب مع مهاراتهم وطموحاتهم.
- بعض المهن لا تحظى بالدعم الكافي فيما يتعلق بالمزايا الصحية والتدريبية والتعليمية مما يؤثر بشكل مباشر على جاهزية الشباب وتأهيلهم بالشكل المطلوب للاندماج في سوق العمل.
تحديات تواجه الشباب في شركات القطاع الخاص
تتعدد مجالات العمل في المملكة بين القطاع الحكومي الذي تديره الدولة والقطاع الخاص الذي يمتلكه رجال الأعمال، إلا أن الشباب يواجهون عددًا من العقبات عند الالتحاق بوظائف الشركات الخاصة، ومن أبرز هذه التحديات:
- تلزم العديد من الشركات موظفيها بتوقيع عقود عمل تمتد لسنوات، في حين أن الرواتب المقدمة لا تعكس حجم الجهد الذي يتم بذله داخل بيئة العمل.
- غياب الاستقرار الوظيفي يعد من أكبر المخاوف، حيث تمتلك الشركات الخاصة صلاحية إنهاء عقود موظفيها في أي وقت، مما يجعل مستقبلهم المهني غير واضح المعالم.
- تضع بعض الشركات متطلبات وظيفية صارمة وتفرض ضغطًا كبيرًا في العمل، الأمر الذي يؤدي بمرور الوقت إلى شعور الموظف بالروتين والملل مما ينعكس سلبًا على إنتاجيته.
- الراحة والحصول على إجازات متوازنة أمر ضروري لصحة الموظف وأدائه الوظيفي، لكن في عدد من الشركات الخاصة لا يُمنح الشاب حقه الكامل منها، وهذا من العوامل التي تتسبب في زيادة معدل الإرهاق بين العاملين في المملكة.
القيود الحكومية المفروضة على الشباب
- تُحدد بعض الدول ساعات عمل طويلة مما يؤدي إلى استنزاف طاقة الشباب بشكل مستمر دون إتاحة فرصة كافية للاستراحة واستعادة النشاط وهو ما يُشكل تحديًا كبيرًا لقدرتهم على التوازن بين العمل والحياة الشخصية.
- لابد أن يحصل الموظف على فترة راحة مناسبة خلال العمل حتى يتمكن من المحافظة على إنتاجيته واستعداده لمواصلة مهامه اليومية بفاعلية لذا فإن تحديد ساعات عمل معقولة مع تخصيص أوقات للاستراحة يعد أمرًا أساسيًا لتعزيز الأداء الوظيفي.
- توفير أوقات راحة خلال اليوم داخل بيئة العمل أمر ضروري حيث يساعد الموظف على تجديد نشاطه واستعادة تركيزه، كما يُمكنه من تناول وجبة خفيفة تمنحه طاقة إضافية تسهم في إتمام مهامه بكفاءة حتى نهاية اليوم.
القضايا الاجتماعية المتعلقة بالشباب
القضايا الاجتماعية التي تُواجه الشباب في المملكة تتأثر بعدة عوامل تؤثر على حياتهم ومساراتهم المهنية ومن أبرز هذه التحديات التي يواجهونها في بيئة العمل:
- التعرض للإرهاق وفقدان النشاط بشكل ملحوظ، وذلك نتيجة لطبيعة الوظائف التي تتطلب جهدًا عاليًا في ظل ظروف غير ملائمة مما يجعل بعض الشباب يفقدون الشغف للاستمرار في مسيرتهم الوظيفية لفترات طويلة.
- الفجوة بين المجال الدراسي ومتطلبات الوظيفة، حيث يقضي الشاب سنوات طويلة في التحصيل الأكاديمي في تخصص معين لكنه عند التخرج يجد نفسه في وظيفة لا تمت بصلة لما درسه مما يجعله يعمل دون شعور بقيمة ما تعلمه وبالتالي لا يتمكن من تقديم أفضل ما لديه.
- تحمل مسؤوليات الزواج في سن مبكرة، الأمر الذي يدفع الشباب للتركيز على تأمين الاحتياجات الأساسية أكثر من التركيز على تنمية مهاراتهم أو تحقيق تطلعاتهم المهنية مما يجعل تركيزهم منصبًا على الجانب المادي بدلًا من التطوير الذاتي.
- عدم توافق الفرص الوظيفية مع إمكانياتهم وقدراتهم، حيث يمتلك العديد من الشباب أفكارًا إبداعية وطموحات كبيرة لكن الكثير من الوظائف لا تتيح لهم فرصة لإبراز مهاراتهم، مما يجعلهم يعملون في بيئات تحد من إمكانياتهم ولا توفر لهم الحوافز التي تساعدهم على التطور.
- القيود الوظيفية المفروضة، حيث تُلزم بعض الشركات موظفيها الشباب بعقود عمل صارمة تمنعهم من الانتقال إلى فرص أفضل بسهولة مما يؤدي إلى شعورهم بالإحباط ويحد من تطورهم المهني.
- ضغوط العمل والتحديات في بيئة الوظيفة، إذ تؤدي ساعات العمل الطويلة وكثرة المهام إلى استنزاف الطاقات الجسدية والنفسية للشباب مما يقلل من إنتاجيتهم مع مرور الوقت ويجعلهم يشعرون بعدم القدرة على الاستمرار.
- ضعف ثقة جهات العمل في قدرات الشباب، حيث تميل بعض المؤسسات إلى التشكيك في قدرة الشباب على إدارة المهام والمسؤوليات مما يجعلهم لا يُمنحون الفرصة الكافية لإثبات كفاءتهم مما ينعكس على مدى تحفيزهم لتقديم أفضل ما لديهم.
العوامل المؤثرة في توجهات وآراء الشباب
هناك مجموعة من العوامل التي تساهم في تشكيل توجهات وآراء الشباب تجاه العمل والحياة المهنية حيث تؤثر بشكل مباشر على القرارات التي يتخذونها والمسارات التي يسلكونها، مع مرور الوقت يكوّن الشاب قناعاته الخاصة حول مستقبله المهني وهذه القناعات تتأثر بعوامل متعددة تجعل من الصعب تغييرها بسهولة ومن أبرز هذه العوامل:
- مدى الترابط العائلي بين أفراد الأسرة والقيم التي يتمسك بها الأشخاص المحيطون به إلى جانب التزامهم بالعادات والتقاليد التي تسود المجتمع الذي ينتمي إليه فكل هذه الجوانب تلعب دورًا جوهريًا في تشكيل نظرته للمستقبل وما إن كان سيبحث عن الاستقرار الوظيفي أو يسعى وراء الفرص المستقلة.
- التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه بعض الدول العربية والتي تفرض قيودًا وصعوبات على الشباب مما قد يؤثر على تطلعاتهم المهنية ويجعلهم مضطرين للبحث عن حلول بديلة لضمان مستقبلهم الوظيفي.
- وجود نظام الكفالة الذي يمكن أن يكون عاملًا مساعدًا في بعض الجوانب لكنه أيضًا قد يمثل عائقًا أمام الشباب عند دخولهم إلى سوق العمل مما يجعل بعضهم مضطرًا للبحث عن فرص في بيئات أكثر مرونة.
- مدى تنوع الفرص المتاحة داخل سوق العمل وكيفية النظر إليها اجتماعيًا حيث إن هناك بعض الوظائف التي يتجنبها الشباب بسبب الصورة الذهنية السائدة عنها في المجتمع، مما يؤثر بشكل مباشر على إقبالهم عليها وقدرتهم على شغلها دون تردد.
- الأهم من ذلك هو أن يحرص الشاب على البحث عن وظيفة تتناسب مع مهاراته وتطلعاته مع العمل على تجاوز أي عقبات قد تعترض طريقه لضمان بناء مستقبل مهني مستقر يحقق من خلاله طموحاته.
التحديات التي يواجهها الشباب في سوق العمل السعودي
يُواجه الشباب في سوق العمل السعودي مجموعة من التحديات التي تؤثر على فرصهم المهنية واستقرارهم الوظيفي، ومن أبرز هذه التحديات استغلال بعض الشركات لطاقاتهم وجهودهم دون تقديم تعويضات مالية تتناسب مع مهاراتهم وخبراتهم مما يُجبرهم على العمل لساعات طويلة برواتب لا تعكس حجم المجهود المبذول بالإضافة إلى ذلك تُشكل مسألة المحسوبية والوساطة في التوظيف عقبة أخرى حيث يحصل بعض الأفراد على وظائف دون امتلاك المهارات والخبرات المطلوبة، في حين يُكافح آخرون ممن استثمروا في تطوير أنفسهم لاجتياز العقبات والوصول إلى فرص تتناسب مع كفاءاتهم كما أن تفضيل بعض الشركات للعمالة الأجنبية على حساب الكفاءات الوطنية يُقلل من الفرص المتاحة للشباب السعودي مما يُؤدي إلى ضعف تمكينهم المهني ويخلق فجوة بين تطلعاتهم وسوق العمل الحقيقية.
الحلول المطروحة لمعالجة هذه التحديات
يواجه الشاب السعودي العديد من التحديات في مسيرته المهنية غير أن هناك حلولًا عملية يمكن اتباعها لضمان تجاوز هذه العقبات وتحقيق الاستقرار الوظيفي:
- امتلاك فهم دقيق للعوامل التي قد تؤثر على بيئة العمل يُعد أمرًا ضروريًا حيث يُمكن تحقيق ذلك من خلال دراسة سوق العمل في المملكة بشكل معمّق، مما يساعد في إيجاد الحلول المناسبة لمواجهة أي تحديات مستقبلية.
- تحديد حد أدنى للرواتب لجميع الوظائف بمختلف مستوياتها يساهم في منع استغلال الموظفين، ويضمن لهم حقوقهم المهنية مما يعزز بيئة عمل عادلة ومستقرة.
- تعزيز ثقافة تقدير جميع الوظائف في المجتمع دون تمييز يُعد أمرًا أساسيًا حيث ينبغي نشر الوعي بأهمية مختلف المهن وعدم التقليل من قيمة العمل اليدوي أو أي وظيفة أخرى، باعتبار أن كل مجال يؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد.
- توفير فرص توظيف أكبر للشباب مع إعادة النظر في سن التقاعد الذي تحدده الدولة، الأمر الذي يُحقق توازنًا بين إتاحة المجال للكفاءات الشابة وضمان الاستفادة من خبرات الموظفين ذوي الخبرة.
- الارتقاء بجودة التعليم والتدريب المهني بحيث يتلقى الشاب تأهيلًا يتناسب مع احتياجات سوق العمل، مما يُوفر له المهارات اللازمة ليكون مستعدًا للاندماج في الوظائف المتاحة دون الحاجة إلى تأهيل إضافي.
- استمرار الدولة في دعم الاستثمار المحلي والدولي وخلق فرص توظيف جديدة يعزز نمو الاقتصاد الوطني، مما يفتح المجال لاستيعاب المزيد من القوى العاملة الشابة ويُسهم في الحد من البطالة.
آليات تمكين الشباب وتأهيلهم لسوق العمل
تأهيل الشباب السعودي لسوق العمل يعتمد على مجموعة من الآليات التي تضمن لهم فرصًا حقيقية للدخول والمنافسة في السوق، حيث يتم تقديم دعم مالي عبر عدة وسائل.
- توفير القروض التي تمكن الشباب من بدء مشاريع صغيرة مما يسهم في دخولهم إلى قطاع الأعمال بثبات.
- تطبيق فوائد محدودة على القروض لتخفيف الأعباء المالية عليهم في المراحل الأولى من تأسيس أعمالهم.
- هذا النوع من الدعم المالي يتيح للشباب تحقيق أهدافهم المهنية ويشجعهم على اتخاذ خطوات فعالة نحو بناء مستقبلهم الوظيفي بثقة.
أما فيما يتعلق بالتحديات الاجتماعية التي قد يواجهونها فهناك عدد من العوائق التي قد تؤثر على تطورهم المهني، ورغم امتلاك الشباب السعودي إمكانيات قوية للإبداع والإنتاج إلا أن بعض المؤسسات الخاصة قد تستغل جهودهم دون توفير بيئة داعمة للنمو والتطوير المهني مما يستلزم زيادة الوعي بضرورة إيجاد سياسات تُسهم في تحسين أوضاعهم العملية من خلال منحهم رواتب تتناسب مع جهدهم وتفتح أمامهم مسارات حقيقية للنمو فذلك يلعب دورًا أساسيًا في تحقيق تقدم اقتصادي وتنموي مستدام داخل المملكة.