عملية اتخاذ القرار تُعد من الجوانب الأساسية في الحياة اليومية والمهنية حيث تعتمد على دراسة الخيارات المتاحة بدقة واختيار الأنسب وفقًا للمعطيات المتوفرة سواء كان القرار يتعلق بأمور يومية بسيطة أو خيارات هامة تخص العمل والمشاريع يحتاج الفرد إلى تحليل مختلف الجوانب بعناية والتفكير بأسلوب نقدي مع إمكانية اللجوء إلى استشارة أصحاب الخبرة للوصول إلى القرار الأكثر ملاءمة مع مراعاة التحديات والمخاطر المحتملة لأن اتخاذ القرار الصحيح يسهم بشكل مباشر في تحقيق الأهداف والوصول إلى النجاح.
بحث حول آليات اتخاذ القرار ووضع الأولويات
- دائمًا يُقال إن المستقبل ليس إلا ثمرة ما يتم اتخاذه من قرارات في الحاضر وإذا تأملنا ذلك بعمق فسنجد أن المستقبل عبارة عن سلسلة من الاختيارات التي يتخذها الشخص اليوم.
- عملية اتخاذ القرار سواء كانت تتعلق بأمور يومية روتينية أو بمسائل مصيرية معقدة لا تحدث بشكل عشوائي أو دون وعي. بل تمر بمراحل محددة تستند إلى أسس علمية واضحة وترتبط ارتباطًا وثيقًا بتحديد الأولويات إذ لا يمكن للشخص تحقيق النجاح دون ترتيب أموره بشكل صحيح.
- اتخاذ القرارات وتحديد الأولويات يمثلان الأسس الجوهرية التي تُبنى عليها ملامح مستقبل الفرد وكل خطوة يتم اتخاذها تشكّل جزءًا من هذا المستقبل.
- إتقان مهارة اتخاذ القرار يُعد أمرًا في غاية الأهمية لكل شخص لذا من الضروري العمل على تطوير هذه المهارة باستخدام مختلف الوسائل الممكنة.
- الكثير من الوظائف في بيئات العمل المختلفة تعتمد بشكل رئيسي على هذه المهارة نظرًا لأهميتها الكبيرة في تحقيق الإنجاز والوصول إلى الأهداف المرجوة.
تمهيد لاتخاذ القرار وتحديد الأولويات
الإدارة عملية متكاملة تحتوي على عدة مكونات وأحد أهم هذه المكونات هو اتخاذ القرار الذي يُعد جزءًا جوهريًا في عمل أي مؤسسة وكذلك في الحياة اليومية للأفراد.
- يواجه الأفراد في حياتهم اليومية العديد من المواقف التي تتطلب اتخاذ قرارات دقيقة وتحديد الأولويات ويعتبر اتخاذ القرار من العمليات التي تحتاج إلى تفكير متأنٍ وموازنة دقيقة بين الخيارات المتاحة.
- سواء كان القرار متعلقًا بمسار عمل مؤسسة أو بشؤون الحياة الشخصية فمن الضروري امتلاك مهارة اتخاذ القرار الصحيح لضمان تحقيق الأهداف المرجوة والوصول إلى النتائج المطلوبة.
- في الفقرات القادمة سيتم استعراض الأساليب الفعالة التي تسهم في اتخاذ قرارات سليمة إلى جانب الوسائل التي تساعد في ترتيب الأولويات بطريقة تخدم تحقيق الأهداف بشكل ناجح.
عملية اتخاذ القرار وصياغة الأولويات
- اتخاذ القرار يُعد عملية ذهنية تَستند إلى اختيار توجه أو تحديد بديل محدد من بين مجموعة من الخيارات المتاحة.
- الشخص يقوم بتحليل وتقييم البدائل الموجودة أمامه ليحدد أيها أكثر ملاءمة وفقًا للمعطيات المتوفرة لديه.
- بمعنى آخر فإن عملية اتخاذ القرار وصياغة الأولويات تهدف إلى اختيار الحل الأكثر كفاءة من بين البدائل الموجودة بحيث يكون هذا الاختيار مستندًا إلى معايير موضوعية وواضحة.
- يعتمد هذا القرار على القيم والمبادئ التي يؤمن بها الشخص المُقرر بالإضافة إلى العوامل المحيطة التي قد تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في تحديد الخيار الأمثل.
- تكمن الغاية الرئيسية من اتخاذ القرار وتحديد الأولويات في الوصول إلى الحل الأكثر فاعلية الذي يُمكن من التعامل مع التحديات وتجاوز المشكلات دون أن يترتب على ذلك أي آثار سلبية غير مرغوبة.
أهمية وضع الأولويات في صناعة القرار
يواجه الإنسان يوميًا العديد من القرارات التي تستدعي منه ترتيب أولوياته سواء كانت في نطاق حياته العملية أو الشخصية وهذا ما يجعل هذا الموضوع ذو أهمية كبيرة.
- يُعتبر وضع الأولويات من الأدوات الفعالة التي تُساهم في تنفيذ الخطط والاستراتيجيات بطريقة واضحة ومنهجية مما يضمن تحقيق الأهداف بكفاءة.
- كما أن تحديد الأولويات يُساعد في تنظيم العمليات الإدارية مما يجعلها أكثر دقة وانسيابية الأمر الذي يرفع من فاعلية الأداء داخل أي مؤسسة.
- يُعد اتخاذ القرار جزءًا جوهريًا في مهام المسؤولين داخل الشركات والمنظمات حيث يُشكل عاملًا مؤثرًا في تحسين الأداء العام وتعزيز كفاءة العمل.
- كل قرار يُتخذ داخل بيئة العمل يؤثر بشكل مباشر على مستقبل الشركة على المستويات القريبة والبعيدة ما يستدعي دراسة مُحكمة لتجنب أي تداعيات سلبية.
- كذلك فإن اتخاذ القرارات بطريقة مُنظمة يُساعد في توزيع المهام والمسؤوليات بين الأفراد داخل الشركة بما يضمن تحقيق أقصى استفادة من الكفاءات المتاحة.
سمات عملية اتخاذ القرار الفعالة
- تُبنى عملية اتخاذ القرار على التفكير العقلي والمنطقي، فهي لا تعتمد على العشوائية بل تستلزم تحليلًا دقيقًا وتأملًا متزنًا للوصول إلى نتائج دقيقة.
- يتم اتخاذ القرارات استنادًا إلى منهجيات علمية ومنطقية، حيث تعتمد على أساليب تفكير منظمة ومدروسة لضمان تحقيق أهداف واضحة.
- اتخاذ القرار يتبع مراحل متسلسلة، مما يعني أن كل خطوة تُبنى على سابقتها ولا يمكن تجاوز أي مرحلة لضمان اكتمال العملية بشكل منطقي.
- ليس قرارًا مفروضًا وإنما هو اختيار مدروس، إذ يتم تقييم البدائل المتاحة واختيار أفضل خيار بناءً على معايير واضحة ودقيقة.
- عملية الاختيار تعتمد على تحديد الأولويات وفقًا لمجموعة من المعايير الواضحة والأسس المحددة، مما يساهم في اتخاذ القرار الأمثل وفقًا للظروف المتاحة.
- لا تقوم على المثالية المطلقة بل تهدف إلى الوصول إلى الحل الأكثر توافقًا مع المعطيات والظروف المحيطة دون البحث عن حلول مثالية غير واقعية.
- القرارات المتخذة اليوم تمتد آثارها إلى المستقبل، لذا يجب أن تكون مدروسة بعناية نظرًا لأن تأثيرها لا يظهر بشكل فوري.
- تعتمد على التوقعات المبنية على تحليلات دقيقة، مما يساعد في تقليل المخاطر وتعزيز احتمالية نجاح القرارات وفقًا للمعطيات الحالية والمستقبلية.
تصنيفات عمليات اتخاذ القرار
- تنقسم القرارات إلى نوعين رئيسيين، الأول هو القرارات الاستراتيجية التي تشمل قرارات جوهرية مثل الزواج أو الهجرة أو الإنجاب وغيرها.
- تُؤثر هذه القرارات بشكل مباشر على مسار حياة الفرد وتحدد مستقبله ولذلك فإن اتخاذها يتطلب تفكيرًا عميقًا وتحليلًا دقيقًا للخيارات المطروحة.
- هناك أيضًا القرارات التكتيكية التي تسبق القرارات الاستراتيجية وهي تُعد بمثابة خطوات تمهيدية تُساعد على اتخاذ القرار النهائي بثقة.
- تمتاز هذه القرارات بكونها أقل تعقيدًا ولا تحتاج وقتًا طويلًا للتفكير فيها إلا أنها تُعد عنصرًا أساسيًا في بناء القرارات الاستراتيجية المستقبلية.
- النوع الآخر من تصنيفات القرارات يعتمد على طريقة اتخاذ القرار حيث يمكن أن يكون القرار فرديًا أو جماعيًا.
- القرار الفردي يكون مسؤولية شخص واحد وهو الذي يتحمل نتائجه وتبعاته دون الرجوع إلى الآخرين أما القرار الجماعي فيتم اتخاذه من خلال التشاور والتعاون بين مجموعة من الأفراد مما يضمن الاستفادة من وجهات النظر المختلفة للوصول إلى قرار أكثر شمولية ودقة.
العوامل المؤثرة في آلية اتخاذ القرار
- العوامل التي تؤثر على عملية اتخاذ القرار تتعدد وتتنوع ويعد من أبرزها الحالة النفسية للشخص الذي يتخذ القرار فكلما كان الشخص هادئًا ومتزنًا وعقلانيًا تمكن من اتخاذ قرارات أكثر دقة واتزانًا أما في حال كان متوترًا ومتأثرًا بعواطفه فقد يؤدي ذلك إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة بشكل كاف.
- كذلك فإن عامل الوقت يعد من العوامل الهامة والمؤثرة فقد يؤدي الضغط الزمني إلى استعجال اتخاذ القرار مما يزيد احتمالية وقوع الأخطاء أو مواجهة مشكلات في المستقبل كما أن التفكير الجماعي أو مشاركة الآخرين في اتخاذ القرار له دور كبير في نجاح القرار أو فشله.
- إذ يمكن أن يساعد تنوع وجهات النظر في تفادي بعض الأخطاء ولكنه قد يؤدي أحيانًا إلى صعوبة الوصول إلى القرار المناسب بشكل سريع إضافةً إلى ذلك فإن الظروف المحيطة بالفرد، سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية لها تأثير مباشر على قراراته.
- فالوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي يعيشه الشخص يحدد الخيارات المتاحة أمامه كما أن الأوضاع العامة في البلد تلعب دورًا جوهريًا في توجيه القرارات.
- ومن العوامل المؤثرة أيضًا الظروف الداخلية للمؤسسات أو الشركات أو حتى الأسر حيث تتأثر القرارات بالإمكانات المتاحة والسياسات التي تعمل وفقها الجهة التي تتخذ القرار مما ينعكس على جودته وإمكانية تنفيذه بالشكل الأمثل.
مراحل اتخاذ القرارات وتحديد الأولويات
عند الحاجة إلى اتخاذ قرار حاسم، من الضروري امتلاك رؤية واضحة حول طبيعة المشكلة وتفاصيلها المحيطة بها مع إجراء تحليل دقيق لكافة العوامل المؤثرة لضمان الوصول إلى قرار مدروس.
- ينبغي أن يستند القرار إلى إدراك دقيق للمشكلة ثم العمل على تحديدها بشكل منهجي لضمان اختيار الحل الأنسب.
- بعد تحديد المشكلة تبدأ مرحلة البحث عن البدائل عبر جمع البيانات وتحليلها وصياغة الحلول الممكنة بحيث تصبح المقارنة بين الخيارات أكثر وضوحًا.
- تدوين الأفكار يساعد في استكشاف حلول مبتكرة كما أن اللجوء إلى استشارة المختصين قد يفتح المجال لاقتراحات إضافية لم تكن في الحسبان.
- بعد حصر البدائل المتاحة تأتي مرحلة تحليل كل خيار مع تحديد المزايا والعيوب لكل منها والبحث في مدى توافقها مع الظروف السائدة.
- لابد من إجراء مقارنة دقيقة لكافة البدائل لاختيار الحل الأمثل الذي يحقق الأهداف المرجوة بأفضل شكل ممكن.
- بعد اتخاذ القرار تبدأ مرحلة التنفيذ من خلال تصميم خطة واضحة تضمن تطبيقه بشكل منهجي ومدروس.
- مرحلة التنفيذ لا تعني انتهاء العملية بل يتطلب الأمر متابعة دورية باستخدام أدوات تقييم مناسبة تكفل نجاح التطبيق.
- تساعد المتابعة المستمرة على اكتشاف أي تحديات قد تواجه التنفيذ وتصحيحها في الوقت المناسب لضمان تحقيق النتائج المرجوة.
إرشادات لضمان اتخاذ قرارات ناجحة
- عند الرغبة في اتخاذ أي قرار، هناك مجموعة من الإرشادات التي تساعد في الوصول إلى اختيار موفق ومن أبرزها بناء علاقات تعتمد على التكامل.
- المقصود بذلك هو التعاون مع أشخاص يمتلكون مهارات وخبرات تغطي الجوانب التي قد تكون بحاجة إلى تعزيزها مما يسهل استشارتهم وأخذ آرائهم قبل اتخاذ القرار.
- بهذا النهج، يتمكن الشخص الذي يتخذ القرار من التأكد أنه قد درس الموضوع من مختلف الجوانب وتفحصه من كل زاوية ممكنة.
- من الضروري أيضاً أن يحرص الشخص الذي سيصدر القرار على استشارة الأفراد الذين سيتأثرون به.
- على سبيل المثال، إذا كان أحد الوالدين بصدد اتخاذ قرار يخص العائلة فمن الأفضل أن يناقشه معهم مسبقاً لأنهم الأكثر تأثراً بالنتائج.
- من الجوانب المهمة أيضاً البحث عن مجموعة واسعة من الخيارات والبدائل مع ضرورة احتساب جميع المتغيرات التي قد تنشأ مستقبلاً لضمان الاستعداد لأي مستجدات غير متوقعة.