الأم تُعَدُّ الركيزة الأساسية في حياة أبنائها، فهي المُسانِدة الأولى لهم منذ لحظة ميلادهم وحتى آخر يوم في حياتها ودورها لا يقتصر على التربية فحسب بل يمتد ليشمل الرعاية الكاملة والحب غير المشروط والإرشاد المستمر في مختلف مراحل العمر ومهما سَطَّر الإنسان من كلمات عن فضلها فلن تُوفيها حقها لا المقالات ولا الكتب فهي نعمة عظيمة مَنحها الله لأبنائها لتكون مصدر الأمان والعطف والاحتواء ولهذا جرى تخصيص يوم مُحدد للاحتفال بها والتعبير عن الامتنان لها ولدورها الذي لا يُقدَّر بثمن ويختلف تاريخ هذا اليوم من بلد لآخر وهناك تباين واسع في مواعيد الاحتفال به وكيفية تكريمها والاحتفاء بها وهذا ما سنوضحه بالتفصيل من خلال بحث شامل حول عيد الأم.
أهمية عيد الأم في المجتمع
تُعدُّ الأم العمود الفقري للأسرة والأساس الذي يُبنى عليه المجتمع إذ تُكرِّس حياتها لمنح أبنائها الحب والرعاية وتقديم التضحيات بلا مقابل ولهذا السبب خُصِّص يوم للاحتفال بها تقديرًا لدورها العظيم واعترافًا بفضلها الذي لا يمكن ردّه وفي هذا اليوم يُعبّر الأبناء عن مشاعر الامتنان والمحبة تجاه أمهاتهم بطرق مختلفة مثل تقديم الهدايا والزهور وكتابة الكلمات المؤثرة والاحتفال بها بكل مظاهر المودة والاحترام.
جاءت فكرة تخصيص عيد للأم في مصر حين قدّم الصحفي علي أمين وأخوه مصطفى أمين مؤسسا جريدة أخبار اليوم اقتراحًا حول تحديد يوم تكون فيه الأمهات محل تكريم واهتمام لشكرهن على جهودهن العظيمة طوال حياتهن في تنشئة الأبناء وتربيتهم.
انبثقت هذه الفكرة بعد أن زارت إحدى النساء المصريات مقر الجريدة وروَت قصتها حيث كرّست حياتها لتربية أولادها بعد وفاة زوجها ورفضت الزواج مجددًا حتى تضمن لهم حياة مستقرة وتعليمًا جيدًا ليكبروا ويصبح لكل واحد منهم حياته الخاصة لكنها في النهاية وجدت نفسها وحيدة بعدما انشغل كل منهم بحياته الخاصة ونَسوا ما قدّمته لهم من جهود وتعب ومن هنا جاءت أهمية تخصيص يوم للأم حتى لا تُنسى تضحياتها ولا يُستهان بمكانتها.
بعد عرض الفكرة تلقت الجريدة عددًا ضخمًا من الرسائل التي عبّرت عن التأييد الحار لهذا المقترح حيث طالب بعض الناس بأن يكون الاحتفال لمدة أسبوع بدل يوم واحد بينما رأى آخرون أن الأم تستحق التقدير والرعاية طوال العام وليس في يوم واحد فقط لكن بعد مناقشات عديدة تم تحديد يوم 21 مارس من كل عام ليكون اليوم الرسمي للاحتفال بعيد الأم وتخصيصه للتعبير عن الحب والاعتزاز بها.
مكانة الأم ودورها في تربية الأبناء
للأم دور أساسي ومؤثر في تربية الأبناء حيث تبذل جهدها وتسخر وقتها لرعايتهم وتنشئتهم على القيم والمبادئ الصحيحة فتعمل جاهدة على توفير البيئة الملائمة لهم لضمان نجاحهم وتقدمهم في الحياة ويبدأ فضلها منذ لحظة الحمل حين تتحمل المشقة والتعب لمدة تسعة أشهر يليها ألم الولادة لتضع طفلها بين يديها ومن هنا تبدأ مسؤولياتها العظيمة التي لا تنتهي من رعاية وتربية وتعليم فهي التي تسهر على راحتهم وتحرص على أن لا ينقصهم شيء وتقف بجانبهم في أوقات المرض والتعب دون كلل أو ملل.
إلى جانب ذلك تهتم الأم بتحصيلهم العلمي وتساعدهم في استذكار دروسهم وتهيئ لهم الأجواء المناسبة للتعلم وتدعمهم نفسيًا وعاطفيًا ليصلوا إلى أعلى المراتب وعندما يكبر الأبناء وينهون مسيرتهم الدراسية وينطلقون في حياتهم العملية أو الأسرية تبقى الأم سندهم الأول تفيض عليهم بحبها ودعواتها تتمنى لهم التوفيق في كل خطوة يخطونها ولا ينقص اهتمامها وحرصها مهما تقدم بهم العمر فحب الأم لأبنائها لا يتغير ويبقى خالدًا مدى الحياة.
مسؤوليات الأبناء تجاه أمهاتهم
عند الحديث عن الأم، لا يُمكن حصر الاحترام والتقدير في يومٍ بعينه، فبرّها ورعايتها واجب مستمر في كل لحظة. لا بد أن يحرص الأبناء على طاعتها والتحدث معها بأسلوب يليق بمكانتها إلى جانب الاهتمام بها، لا سيما عندما تتقدم في العمر. فهذا جزء من المسؤولية الملقاة على عاتقهم.
أما مناسبة عيد الأم، فهي مجرد فرصة للتعبير عن الامتنان والعرفان لمجهوداتها العظيمة. ورغم أنها مناسبة جميلة لإدخال السرور إلى قلبها وإهدائها ما يُسعدها، فإن الحب والاحترام لا ينبغي أن يكونا محصورين في يومٍ واحد. فالأم تستحق المودة والتقدير باستمرار وليس في مناسبة محددة.